الإيمان الإيمان هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد
الجوارح، وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس إنما الشأن في
الإيمان بالغيب، الذي لم نره ولم نشاهده، وإنما نؤمن به، لخبر الله
وخبر رسوله، فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من غيره، لأنه تصديق مجرد لله ورسله، فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده، أو لم
يشاهده وسواء فهمه وعقله
أو لم يهتد إليه عقله وفهمه، والمؤمنين المصدقين المهتدين هم الذين تزكوا عقولهم
بهدى الله والمعارف الإسلامية إلى عمل
فيكون في
تطبيقه للعمل بما علم قد سلك مسلك عظيم في تطويع نفسه لله والابتعاد عما
نهاه
الحياة
البرزخية اقتضت حكمة الله بالهلاك على كل
الخلائق بما فيهم موت الإنس الذي يبدأ معه مجازاة المحسن على
إحسانه
يقول
الله تعالى { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) } الله تعالى بعد أن نزه كتابه من الشك بين أنه هدى للمتقين . من هم
المتقين ؟ ما هي صفاتهم ؟ أنهم الذين يؤمنون بالغيب حقيقة الإيمان هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد
الجوارح، وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس إنما الشأن في
الإيمان بالغيب، الذي لم نره ولم نشاهده، وإنما نؤمن به، لخبر الله وخبر
رسوله فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من غيره، لأنه تصديق مجرد لله ورسله
فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده، أو لم
يشاهده وسواء فهمه وعقله
أو لم يهتد إليه عقله وفهمه والمؤمنين المصدقين المهتدين هم الذين تزكوا عقولهم
بهدى الله ويدخل في
الإيمان بالغيب، الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية
والمستقبلة، وحقائق أوصاف الله وإن لم يفهموا كيفيتها ويشمل الإيمان بالغيب الإيمان باليوم الآخر وعلاماته
وبما يقدمه من موت للإنسان وحياته البرزخية وما يدور في القبر وما يكون في
يوم القيامة من بعث ونشور وحساب وتوزيع للصحف وميزان للأعمال ومرور على
الصراط ودخول الجنة أو النار ويتضمن الإيمان بالغيب ما أخبر به صلى الله عليه وسلم
لما سأله جبريل عن الأيمان { فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ، قَالَ:أَنْ
تُؤْمِنَ بِالله،وَمَلائِكَتِه،وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ،وَالْيَوْمِ
الآَخِر،وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ } هذا هو
الإيمان المعلق عليه فلاح الإنسان قال صلى الله عليه وسلم {لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم
قلبه حتى يستقيم لسانه } صححه الألباني في
2841 السلسلة الصحيحة واستقامة إيمانه هي استقامةُ أعمال جوارحه فإنَّ
أعمالَ الجوارحِ لا تستقيمُ إلا باستقامة القلب، ومعنى استقامة القلب أنْ
يكونَ ممتلئاً من محبَّةِ الله ومحبَّة طاعته وكراهة معصيته وهذا الذي فيه
صلاح العبد باطنه وظاهره واكتساب
السلوكيات الإيمانية يأتي بالتعلم والمصابرة ثم تطبيق ذلك في تحري الخير
واتقاء الشر كما بين ذلك المبعوث بهداية البشر أجمعين { إنما العلم بالتعلم
، والحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه } صححه الألباني في
342 السلسلة الصحيحة فالتحري هنا أو التوقي هو السلوك الإيماني والذي
يريد أن يقوي السلوك
الإيماني عليه أن يأتي بوسائل تقوية الإيمان بشرائع الدين لأنها تقوي
اليقين وهي شعب الإيمان التي منها أعمال القلب محل المعتقدات والنيات
كالإخلاص والتوكل ومنها أعمال اللسان قراءة القرآن والدعاء والذكر ومنها
أعمال البدن الصلاة والصيام والحج وغيرها من شعب الإيمان التي تكسب الإنسان
مهارات شرعية تبلغه الفلاح والصلاح وهي ضمن
المواضيع التي في قوائم الارتباطات على يمين ويسار الصفحة والإنسان
مع علمه أن الإيمان يزداد وينقص يزداد بالطاعة وينقص بالمعصية فهو مطالب أن
يزود إيمانه بالحفاظ على الإتيان بالعبادات التي فرضها الله عليه وأن يسعى
للزواج إن لم يكن متزوج
{ من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتق الله في النصف الباقي } الألباني
حسنه في 6148 في صحيح الجامع لأنه
سيغض بصره ويحصن فرجه وما يتبع ذلك من استقرار نفسي عظيم والإنسان الذي يريد أن يزود إيمانه عليه أن يسلك مسلك الطهارة فإن { الطهور
شطر الإيمان }صححه
الألباني في مشكاة المصابيح 281 والطهارة
هي الطهارة الحسية وهي الحفاظ على وضوئه وطهارة القلب من الغش والغل والحقد
والحسد لأن
الإنسان سلوكه الذي يتصرف به بناء على فكره النابع من إيمانه أي سلوكه
نتاج فكره النابع من خلقه فعندما يكون سلوكه طيب دل على أن أخلاقه حسنة
وهذا من كمال إيمانه فإن ضعف الإيمان يعبر عن الأخلاق الغير طيبة فينتج عنه
سلوك غير طيب فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أكمل المؤمنين إيمانا
أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم } صححه الألباني في
284 السلسلة الصحيحة ولذا
دفعت الشريعة الإنسان عقب توضيح النبي صلى الله عليه وسلم لحقيقة ارتباط
الإيمان بالأخلاق أن يعيير الإنسان سلوكه على بذله الخير للأقربين وخاصة الضعفاء أي
النساءوالإنسان
في سعيه لتحسن خلقه يكون قد سلك مسلك عظيم ينال به منزلة عالية في أكتمال
إيمانه لأن نفعه
سيكون متعدي للآخرين وكلما كانت العبادة التي يأتي بها الإنسان النفع فيها
متعدي للآخرين كانت خير له من العبادة القاصرة على نفسه فقد بين
ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم عندما سؤل أي الناس أحب إلى
الله فقال { أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي
عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن
أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة
شهرا } حسنه الألباني
لغيره في 2623 صحيح الترغيب والترهيب لأن من
حمله أيمانه أي خلقه على هذا ينال درجة العابد الذي تفرغ للصلاة
والصيام رغم أنه لم ينشغل بالصلاة والصيام مثله يقول
صلى الله عليه وسلم { إن الرجل ليدرك
بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار } صححه الألباني في 795
السلسلة الصحيحة