مرتبة الإحسان
الأول الإخلاص لله
والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكلما كان العبد أخلص كلما كان أكثر اتباعاً أي كان أحسن في عبادته للخاق
اما الإحسان إلى الخلق فهو بذل الخير للغير أي بذل الخير للخلائق من مال وجاه وغير ذلك
وعبادة المرء لربه كأنه يرى ربه أي عبادة طلب وشوق كأنه يراه لأن عبادة الطلب والشوق يجد الإنسان فيها الحث من نفسه لا أن يحثه أحد على العبادة لأنه يطلب هذا الذي يحيه ويراه
فعبادة الطلب والشوق هي من أجل العبادات لأن المرء فيها يريد من ربه أي يطلبه ويتقرب إليه
وعبادة المرء لربه هو أن يعبد المرء ربه وهو خائف منه لا يخالفه فالمرء إذا عبد ربه وهو خائف منه يفر من عذابه وعقابه
هذا معنى أن يعبد العبد الله والله يراه
إذاً فمرتبة الإحسان على درجتين الدرجة الأولى الطلب والثانية الهرب
فالإحسان طلب وهرب طلب أي يعبد الله كأنه يراه
وهرب أن يعبد الله الذي يراه
وبهذا نكون قد تناولنا نبذة عن أركان الدين الثلاثة وكانت مفصلة للأركان الثلاثة لأنها مرتبطة ببعضها
فعندما نتحدث عن مرتبة الإسلام والإيمان والإحسان وكل منها يقترن بالآخر ونتحدث عن ركن بصورة مفصلة كما مر معنا فتكون مرتبة الإسلام الأعمال الظاهرة ومعنى مرتبة الإيمان الأعمال الباطنة ومرتبة الإحسان وهي تحسين الظاهر والباطن
أما إذا كان الحديث عن كل مرتبة لحالها دون أن يقرنوا
فيكون معنى أي مرتبة فيهم معناها الدين كله فعندما نقول عن الإسلام
فنقصد به أركان الدين كله وكذلك إذا تحدث عن الإيمان فيكون المقصود به
أركان الدين كله وكذلك الإحسان إذا كان لحاله فيكون المقصود أركان
الدين كله أما إذا اقترنوا ببعض فينبغي التفصيل فنأتي به كما مر معنا