الحج لمن استطاع إليه سبيلا
ركن الإسلام الخامس الحج لمن استطاع إليه سبيلا
الحج في اللغة القصد إلى مُعظم
وشرعاً قصد بيت الله الحرام لآداء أعمال مخصوصة في زمن مخصوص
الأعمال المخصوصة هي آداء المناسك من طواف وسعي ووقوف بعرفة ومبيت بمنى وحلق وذبح وبيات بمزدلفة ورمي للجمار هذه المناسك هي الأعمال المخصوصة
في زمن مخصوص وهو زمن الحج أي وقت الحج المعروف
الحج هذا الركن العظيم فرضه الله علينا بقوله ( ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً )
فهنا الله تعالى خصص الحج مع الاستطاعة وهنا لمن استطاع إليه سبيلاً
الاستطاعة في كل العبادات ( فاتقوا الله ما استطعتم ) أما التخصيص بالاستطاعة بالحج بالذكر لأن الحج أكثر العبادات مشقة ففيه مشقة قد تكون بالمال وقد تكون بالبدن
فمثلاً بعض الناس عندهم نعمة المال ربما كثير لكن ربما يكون عنده مشقة في البدن لا يستطيع معها أن يأتي بالفريضة
وقد يكون العبد أيضاً ليس عنده مشقة في بدنه لكنه عنده مشقة في المال ليس عنده مال يمكنه من آداء الفريضة
ولذا أكد الله في هذه العبادة بالإتيان بالاستطاعة والاستطاعة كما علمنا تكون بالإتيان بالمال والبدن
وهذه الفريضة التي فرضها الله تعالى ينبغي أن تكون على عجل لمن كان عنده الاستطاعة لمن لم يكن عنده مشقة
فمتى ما كان الإنسان قادراً على الحج أي قادراً بماله وبدنه ينبغي عليه أن يعجل بالحج لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك فقال ( تعجلوا بالحج ) أي الفريضة لأن أحدكم لا يدري ما يعرض له فقد يكون إنسان عنده قدرة مالية وقدرة بدنية قادراً على الإتيان بهذه العبادة وهذه المناسك لكنه لا يأخذ هذا الأمر على عجلة وربما أخذه بتراخي فقد يتعرض فعلاً لأمر فقد يحدث له فقد لهذه القدرة المالية لأي سبب كان قدره الله أو قد تأتيه أمراض تعيقه عن الإتيان بهذه الفريضة فعند ذلك يكون آثماً على تفريطه للإتيان بهذه الفريضة
فهذا أمر ينبغي الانتباه له فمن قدر عليه أن يعجل بهذه العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أراد الحج فليعجل )
وهناك أمر آخر وهو أن الحج فرضه الله مرة واحدة في العمر
وما زاد على ذلك فهو تطوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمرنا بالحج فسأله رجل يا رسول الله أكل عام ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم أن تأتوا بها كل عام ولكن هي مرة وما زاد على ذلك فهو تطوع