الإيمان بالكتب
الركن الثالث من مرتبة الإيمان وهو الإيمان بالكتب فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث جبريل عن مراتب الدين
ويتضمن الإيمان بالكتب والتصديق الجازم بأن هذه الكتب منزلة من
عند الله على رسله ليبلغوها للناس بالحق المبين والهدى المبين فهذا
الأمر الأول والأمر الثاني في هذه الكتب أن تعلم أن المقصود بالكتب
التي أنزلت هي أصل هذه الكتب التي أنزلت وليست الموجودة مع هذه الأمم
المحرفة المبدلة و أمر آخر يتضمن أن هذه الكتب هي كلام الله تكلم بها
حقيقة سواء المسموع منه أو المكتوب المسموع منه وهو ما أسمعه الله
تعالى من وراء حجاب دون وساطة أو الذي أسمعه الله لرسوله الملكي وأمره
أن يبلغه لرسوله البشري بإذنه أو المكتوبه التي كتبها الله بيده الأمر
الذي يتضمن أيضاً الإيمان بالكتب والإيمان بأن الشرائع السماوية التي
جاءت بها هذه الكتب كان يجب على الأمم التي أنزلت لها هذه الكتب أن
تقتاد بها وتتحاكم بما جاء بها أيضاً يتضمن الإيمان بالكتب أن تعلم أن
هذه الكتب يصدق بعضها بعضاً فالانجيل مثلاً يصدق التوراة والقرآن يصدق
التوراة والانجيل وهكذا ينبغى التصديق بما جاء في هذه الكتب فالذي لا
يؤمن بما جاء في هذه الكتب ورفض الانقياد لها وهو معلق بالمخاطبة بها
فإنه يكفر فمثلاً كل كتاب من كان في عهده يعتبر مخاطب بهذا الكتتاب ولم
يؤمن به أو رفض الانقياد له هو كافر فالقرآن مثلاً من بأنها نسخ بعضها
بعض وجاء القرآن فنسخ ما قبله من الكتب فالقرآن ينبغي أن نؤمن أنه نسخ
ما قبله من الكتب وأن شرعنا أيضاً نسخ ما قبله من الشرائع وأ، نؤمن أن
ما في هذا القرآن يجب العمل به من تحليل حلاله وتحريم حرامه وتصديقه
وتصديق ما أخبر به والاتعاظ بما جاء فيه من قصص والإيمان بأن ما جاءت
من آيات ناسخة لما قبلها من آيات أنه حقف وأن علينا أن نعمل بما جاء في
هذا الفرآن عملاً وانقياداً وتصديقاً