الركن الثاني مرتبة الإسلام وهي الصلاة كما
جاء في إجابة النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل
فالله تعالى أمر بإقامة الصلاة بعد أن كانت دعوة النبي صلى الله
عليه وسلم في السنوات الأولى في مكة بتوحيد الله أتى أول تكليف
بعد توحيد الله وهو الأمر بالصلاة
وذلك بعدما كلف بها النبي صلى
الله عليه وسلم ليلة المعراج وقد عظم الله من شأنها
فكل ما كان يكلف
الله تعالى عباده بأوامر كان ينزل بها جبريل للنبي صلى الله عليه
وسلم فيعلمها له أو يأمره بها وهو في مكانه على الأرض وعلى أي حال
كان عليها إلا الصلاة فإن الله أمر جبريل عليه السلام أن ينزل
للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يأخذه فيعرج به من فوق سبع سماوات
فيتلقى التكليف بالصلاة مباشرة من ربه
فلا بد أن نعرف أن الله عظم
من شأنها وفرضها من فوق سبع سماوات
الشئ الآخر أن نعلم أنها فرضت
في بداية الأمر خمسين صلاة في اليوم والليلة وخففت فصارت خمس صلوات
فهي خمس في الآداء لكنها خمسين في الأجر
هذه الصلاة أمر الله تعالى
بها (أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وقوله تعالى
(
وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ) وغير ذلك من الآيات
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بها بعد الشهادتين فعندما
أرسل معاذ بن جبل لليمن أوصاه فقال : يا معاذ إنك تأتي قوم هم أهل
كتاب فأمرهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمداً رسول الله فإن هم أطاعوك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس
صلوات في اليوم والليلة
هذا من ناحية إقامة الصلاة
الأمر الآخر
الذي ينبغي علينا معرفته أن نعلم أن الله تعالى توعد المتهاون بها
فقال ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) وقال أيضاً ( فخلف
من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ) هذا
حال من تهاون وفرط في الأمر
وأيضاً بين الله أن من يقوم إلى
الصلاة بكسل هو المنافق ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى
يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً )
وأيضاً هذه الصلاة أثنى
الله على من يحافظ عليها فقال فيمن أداها بخشوع أنهم هم المفلحون
وقال تعالى ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )
هذه
الصلاة بين الله أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر
وبين الله أن أهل
النار يعترفون أن من أسباب دخولهم النار هو تفريطهم وتركهم للصلاة
(
ما سلككم في صقر قالوا لم نك من المصلين )
هذه الصلاة هي أول ما
يسأل عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد
سائر العمل
وأيضاً فإن من أداها بحقها كانت له نوراً وبرهاناً
ونجاة يوم القيامة ومن لم يؤدها لم تكن له نور ولا برهان وكان يوم
القيامة مع قارون وفرعون هامان فهذا مكانهم النار
وأيضاً الصلاة
فيها راحتنا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول أرحنا بالصلاة
يا بلال
فهذه نبذة مختصرة ينبغي لكل مسلم أن ينتبه لها في أمر
الصلاة فهي تشمل جل العبادات
ولذلك هي أخذت عمود الدين لاشتمالها
على كل العبادات بالقلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح والوقوف
بين يدي الرب بخشوع وتذلل وغيرها من الأمور التي تكون في الصلاة