ومرتبة الإسلام في حديث جبريل تحتوي خمسة أركان منها الركن الرابع وهو الصيام
فقد فرضه الله
تعالى في السنة الثانية من الهجرة مع الزكاة
وجاء الفرض بقوله تعالى (
كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
الصيام في
اللغة معناه الإمساك
وفي الشرع معناه الإمساك
عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص بشروط مخصوصة
عن أشياء مخصوصة وهي
المفطرات وهي المأكل والمشرب والجماع
في زمان
مخصوص وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
فهذا كلنا نعلمه
أما ما ينبغي أن نعلمه أن هذه المفطرات لا تفطر إلا إذا توفرت فيها
شروط ثلاثة وهي العلم والإرادة والتذكر
العلم كأن يأكل مثلاً بالليل
وهو لا يظن أن الفجر قد طلع ثم يتبين له أن الصبح أصبح وهو يأكل فهنا
لا يتوفر العلم لا يعلم بالوقت فهذا صومه صحيح نعم أكل لكن لا يعتبر
بأكله مفطراً فلم يتحقق الإفطار مع أنه تناول المفطرات وهذا مأخوذ من
حديث أسماء قالت كنا يوم وطلع علينا غيم فأفطرنا فلما ذهب الغيم تبين
أن الشمس لم تغرب فلم نؤمر بقضائه فبين أن صيامهم صحيح ولم يؤمروا
بقضائه
وأيضاً من الشروط التذكر فمن كان ناسياً وأكل وشرب ناسياً
فصيامه صحيح لأنه لم يتذكر والله تعالى كما بين النبي صلى الله عليه
وسلم لمن أكل ناسياً فإن الله أطعمه وسقاه
كذلك الإرادة أن يكون مريداً
فأما الغير مريد كمن أكل أو شرب مكرهاً فلا يحصل به إفطار كامرأة
أكرهها زوجها على الجماع وهي كارهه لا تريد فصومها صحيح لأن النبي صلى
الله عليه وسلم بين أن الله تعالى تجاوز عن أمته الخطأ والنسيان وما
استكرهوا عليه
وهذا الذي أردنا ذكره
أما المفطرات وهي المأكل والمشرب
والجماع لا يحدث بها إفطار إلا أن يكون عالماً أو متذكراً أو مريداً
أما ما دون ذلك فهو صحيح