الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل ركن الإيمان الرابع
نتابع الحديث عن أركان الإيمان الست
نتناول ركن الإيمان برسل الله
والرسل هم الذين أوحي إليهم وأمروا بالتبليغ
أما النبي فهو الذي أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ
فكل رسول نبي والاثنان اشتركوا بأنهما أوحي إليهما ولكن الرسول أمر بالتبليغ والنبي لم يؤمن ولذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول
الفرق بين الأنبياء والرسل
الرسل مأمورون بالتبليغ والأنبياء لم يؤمروا بالتبليغ
ومعنى النبوة الإخبار
وللأنبياء فائدة عظيمة فهم يذكرون الناس بالشرائع إذا نسوها لأنهم إن نسوها بالكلية احتاجوا في ذلك الوقت إلى رسول
والأنبياء الذين ذكروا في القرآن كلهم رسل وآدم عليه السلام أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه نبي لكنه لم يرسل لأن الناس في عهده لم يكونوا بكثرة وكانوا أمه واحده لا اختلاف بينهم فكان يكفيهم أن يروا أباهم على عبادته فكانوا لا يحتاجون إلى رسل
أما عندما كثر الناس واختلفوا وانتشروا في الأرض احتاجوا إلى رسل
والرسل أفضل من الأنبياء
والإيمان بالرسل يكون إيمان متلازم فمن كفر برسول يكون كفر بالله تعالى وبالرسل عليهم السلام
والإيمان بالرسل يستلزم التصديق الجازم بأن الله تعالى أرسل لكل أمه رسول يدعوهم لعبادة الله وحد لا شريك له والكفر بما يعبدون من دون الله
والإيمان بالرسل يستلزم الإيمان بأنهم أرسلوا بالحق المبين والهدي المستبين
والإيمان بهم أيضاً يستلزم التصديق بأنهم صادقون مصدقون كرام بررة أتقياء أمناء منصورون ومؤيدون من الله وبأنهم بلغوا ما أمروا به على الوجه الأتم الأكمل وبأنهم لم يأتوا بشئ من عند أنفسهم
والإيمان بهم يستلزم التصديق بأن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم فوق بعض درجات
والرسل أفضلهم على الإطلاق أولوا العزم الخمسة وفيهم اثنان في القمة نوح وإبراهيم وهما في القمة لأن في ذريتهما النبوة كل الأنبياء من ذرية اثنان فهم في قمة أولو العزم الخمسة
وأفضل المرسلين إطلاقاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد أم بهم جميعاً يوم عرج به وفيهم إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء وقد صلى خلفه صلى الله عليه وسلم ومعلوم أنه لايتقدم للإمامة إلا الأفضل فهذا يبين أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل المرسلين على الإطلاق
أولو العزم الخمسة الذين هم أفضل الرسل وأن هؤلاء الخمسة هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم تنتهي عندهم الشفاعة بعد إتيان الناس يوم القيامة لأبيهم آدم فيحيلهم آدم عليه السلام إلى نوح ونوح يحيلهم إلى إبراهيم وإبراهيم يحيلهم إلى موسى وموسى يحيلهم إلى عيسى وعيسى يحيلهم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها أنا لها
والإيمان بالرسل أيضاً يستوجب الإيمان بأن الله كلم موسى تكليما وبأن الله رفع إدريس مكاناً علياً وبأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأنه رفعه إليه وأن الله اتخذ إبراهيم خليلاً ومحمداً صلى الله عليه وسلم اتخذه الله خليلا والخلة أعلى مراتب المحبة ورسولنا صلى الله عليه وسلم إن قيل أن إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله وموسى كليم الله نقول هذه المقالة تهضم حق النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذه المقالة تقلل في أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه خليل الرحمن نعم هو حبيب الله محب لله لكن الله تعالى يحب المحسنين ويحب الذين يقاتلون في سبيله ويحب التوابين ويحب المتطهرين وغير ذلك أما في الخلة فإن الأخلاء لله هم اثنان فقط إبراهيم عليه السلام ومحمداً صلى الله عليه وسلم صاحب المقام المحمود فهذا الذي ينبغي أن نقدمه فنقدم محمداً صلى الله عليه وسلم في الخلة قبل المحبة فنقول إبراهيم خليل الله ومحمد خليل الله وموسى كليم فهذا أولى من أن نقول موسى كليم الله وإبراهيم خليل الله ومحمداً حبيب الله