أرواح المؤمنين مع نعيم الحياة البرزخية
’’ فإذا وضع في قبره ‘‘ ’’ يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه مدبرين‘‘ ( [1] )
’’ فيأتيه ملكان منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويكسحان الأرض بأشعارهما أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد ‘‘
’’ فيقعدانه ويجلسانه ‘‘
’’فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشغوف ‘‘( [2] )
’’ ثم يقال له يا هذا من ربك ‘‘ يقولان من ربك
فيقول ربي الله
فيقولان ما دينك
فيقول ديني الإسلام
فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم
فيقول هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه فذلك قول الله { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ (27)} إبراهيم ‘‘( [3] )
’’ فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان ما علمك ما يدريك
فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا وما يسأل بعدها على شيء
وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ( [4] )
فيقال له على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ‘‘( [5] )
’’ فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي
فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فينظر إلى زهرتها
فيأتيه من روحها وطيبها ‘‘
’’ ويملأ خضرا إلى يوم يبعثون ‘‘
’’ فيكون في قبره لفي روضة خضراء ‘‘( [6] ) ’’
’’ ويفسح له في قبره مد بصره ‘‘ ’’ يفسح له في قبره سبعين ذراعا في سبعين ذراعا ‘‘( [7] )
’’وينور له كالقمر ليلة البدر ‘‘
’’ ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار ‘‘ ’’ فيقال له هذا منزلك لو عصيت الله ‘‘ ’’ فتفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا
فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ‘‘ ’’ يقال له انظر إلى مقعدك من النار أنجاك الله منه ‘‘ ’’ كان هذا منزلك لو كفرت بربك ‘‘ ’’ يرى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ‘‘ ’’ يقال له هذا بيتك كان في النار ولكن الله عز وجل عصمك ورحمك فأبدلك الله به بيتا في الجنة ’’ ثم تفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك منها ويعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ويقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ‘‘( [8] ) ’’ فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكت ’’ فيريد أن ينهض إليه فيقول له أسكن ‘‘ ’’ فيزاد غبطة وسرورا ‘‘
’’ فيأتيه رجل ‘‘ ’’ يمثل له رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح
فيقول أبشر بالذي يسرك ‘‘ ’’ أبشر برضوان الله وجنات فيها نعيم مقيم ‘‘ ’’ أبشر بالذي بشرك, هذا يومك الذي كنت توعد ‘‘
’’ فيقول وأنت بشرك الله خير من أنت فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير
فيقول أنا عملك الصالح فوا الله ما علمتك إلا سريعاً في طاعة الله بطيئاً في معصيته فجزاك الله خير
فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة ‘‘ ’’ رب عجل الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ‘‘
’’ ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم نومة العروس فيكون في أحلى نومة نامها أحد ‘‘
’’ فينام نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ‘‘ ’’ حتى يبعثه الله من مضجعه ‘‘( [9] )
’’ فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة ‘‘ ’’
تجعل روحه في نسم طائر ‘‘يأكل ’’ في شجر الجنة ‘‘
[1] الميت يسمع في الجملة واستشهد بهذا الحديث وغيره وبين أنه قد يسمع في حال دون حال كما قد يعرض للحي فإنه قد يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض يعرض له ذكر ذلك ابن تيمية في الفتاوى 24/363
ولا مانع من إعادتها إليه فيما يشاء الله من الأوقات كوقت السلام عليه ذكر ذلك الشيخ بن باز رحمه الله في تعليقاته على فتح الباري 3/287
’’ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ‘‘ ابن الجوزي صححه عن عباس مرفوعاً في عون المعبود 3/261
[2] ابن ماجة 4268 , وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة
[3] مع أنه قد يكون في الدنيا ممن يستضعفه الناس ولا يقدموه في المجالس لكنه عند الله له شأناً عظيم بصلاحه وتقواه وقد يكون أخرس لا ينطق أصلاً ويأتي عند السؤال عن الأصول الثلاثة من ربك وما دينك ومن نبيك؟ هذا السؤال الذي هو فتنة المحيى والممات ينطلق لسانه بكل فصاحة يجيب
[4] سؤال الملكين يسمى بفتنة القبر، وهي الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان وهي عامة للمكلفين إلا النبيين والغير المكلفين كالصبيان والمجانين مع تعرضهم لضمة القبر.
[5] يثبته الله لأنه كان في حياته يعرف ربه ويطيعه ولا يعصيه يعرف دينه ومستقيماً عليه يعرف نبيه فبهداه اهتدى
[6] أبي يعلى 6644 وحسنه الألباني في الترغيب 3552
[7] من كل الاتجاهات كأنه في مركز دائرة نصف قطرها سبعين ذراع
[8] البخاري 1379, الترمذي 1072
[9] هذا هو نعيم القبر الذي تتنعم به الأرواح المؤمنة في قبورهم التي تكون روضة من رياض الجنة