ختاماً
الله تعالى ذكَّر العباد بالموت فقال { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } الرحمن, ليستعدوا له بالأعمال الصالحة والتوبة من الأعمال السيئة {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} [ الكهف 110]
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[ المنافقين 5-11] فالإنسان بعد علمه أن مصيره للفناء وبعد معرفته لما فيه علاج نفسه برحلة الروح فإن ’’ الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ‘‘ ( [1] ) وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعدادا أولئك الأكياس ‘‘ ( [2] )
نسأل الله أن يزيد المحسن إحساناً وأن يخرج اللاهي من غفلته ويرجعه إليه قبل الممات ويعينه على الأعمال الصالحات فيما هو آت ونسأله سبحانه الإعانة على سكرات الموت وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ولا يجعلها حفرة من حفر النار
وبعد التفقه بما جاء في هذه الرسالة من أهوال القيامة الصغرى( [3] ) التي هي وفاة كل إنسان عندما ينتهي أجله، والتي تنقله من الدنيا إلى الآخرة واستكمالاً للفائدة لما بعد القبر بغيبيات الأخرة التي تعين النفس في صلاحها أوجه القارئ لتفقه في أهوال القيامة الكبرى التي بقيامها ينتهي عمر الدنيا من خلال رسالة علاج نفسك في معرفتك اليوم الأخر لما تحتويه من النفخ في الصور وما يعقب ذلك من بعث وحشر وحساب وميزان وصراط وشفاعات حتى الاستقرار في الجنة أو النار
[1]ابن ماجة 4260 , الترمذي 2459 وقال حديث حسن
[2]ابن ماجة 4259 , البيهقي في الزهد ج2/52 , حسنه الألباني في الصحيحة 1384
’’اذكر الموت في صلاتك فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها ‘‘الديلمي 1/51حسنه الألباني في الصحيحة 1421
’’ زوروا القبور فإنها تذكر الموت ‘‘مسلم 7/49 ’’ فإن فيها عبرة وعظة ‘‘’’ ولتزيدكم زيارتها خيرا ‘‘’’ فإنها تزهد في الدنيا وتذكركم الأخرة ‘‘ النسائي 5667 , ابن ماجة 1571 وحسن إسناده في الزوائد , الألباني صحح الروايات في إرواء الغليل 772
[3] قال الشيخ العثيمين رحمه الله في مجلد فتاويه الثالث أن الإنسان إذا مات فقد قامت قيامته
المراجع
الروح لابن القيم
الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات للألوسي
بشرى الكئيب بلقاء الحبيب للسيوطي
شرح الصدور بحال الموتى والقبور للسيوطي
منقولات للألوسي في تفسيره لأقوال النسفي في بحر الكلام
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الأخرة للقرطبي
أحكام الجنائز للألباني
فتاوي ابن تيمية
كلام أهل التفسير وشراح المتون من كتبهم
كتب الفقه للحنابلة والشافعية