القبر للأرواح مقام الهول والوحشة
’’ القبر من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد ‘‘( [1] )
’’ ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه ‘‘( [2] )
المؤمن إذا وضع في قبره وجد أعماله الصالحة حصن حصين من كل اتجاهاته من قبل رأسه من قبل رجليه عن يمينه عن شماله عند بطنه تدفع عنه ملك العذاب ترده فلا ينال منه شيء
وأما المقصر في بعض الأعمال فإنها تكون سبباً لتعذيبه عليها ( [3] )
وأما المنافق الكافر فليس عنده شيء أصلاً يدفع عنه أو يحصنه بل يناله كل أنواع العذاب
[1] ضمة القبر المراد بها التقاء جانبيه على جسد الميت قاله السندي في شرح حديث النسائي 2054
’’النبي صلى الله عليه وسلم صلى على صبي أو صبية فقال لو كان أحد نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبي‘‘ المجمع 3/ 47 قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثوقون , صححه الألباني في صحيح الجامع 5306
’’ لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي‘‘ الطبراني في الكبير 3858 , الألباني في الصحيحة 2164
’’ إن للقبر ضغطة فلو نجا أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ ‘‘ المسند 6/55 , 98 , صححه الألباني في الصحيحة 1695
’’لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم روخي عنه‘‘ النسائي 2054 , صححه الألباني في صحيح الجامع 5306
السيوطي في بشرى الكئيب وشرح الصدور 345 ذكر تخفيف ضمة القبر على المؤمن
إن صوت منكر ونكير في أسماع المؤمنين كالإثمد في العين، وضغطة القبر على المؤمن كالأم الشفيقة يشكو إليها ابنها الصداع فتغمز رأسه غمزاً رفيقاً، ولكن ويل للشاكّين في الله كيف يضغطون في قبورهم كضغطة الصخرة على البيضة وإن ضمة القبر إنما أصلها أنها أمهم، ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة، فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضم الوالدة الشفيقة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها، فمن كان لله مطيعاً ضمته برفق ورأفة، ومن كان لله عاصياً ضمته بعنف سخطاً منها عليه ذكر ذلك السندي في شرح حديث النسائي 2054 نقلاً عن النسفي
[2] الترمذي 2309 وقال حديث حسن , ابن ماجة 4267, وحسنه الألباني في الترغيب 3550
[3] الموحد الذي جمع بين أعمال صالحة وأخرى توجب له العذاب فإن أعماله الصالحة تدفع عنه العذاب من جهتها فلا يتمكن ملكا العذاب من البطش بهذه الجهة وأما الأعمال الغير صالحة فإنها لا تدفع العذاب من جهتها فتمكن ملكا العذاب من البطش بجهتها