أرواح المنافقين والفجرة وأهل السوء والكفرة في جولة الجحيم العلوية
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
’’ إن العبد المنافق ‘‘ ’’ الفاجر ‘‘ ’’ الرجل السوء ‘‘ ( [1] )
’’ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة
نزل إليه ملائكة غلاظ شداد سود الوجوه ( [2] ) ملائكة العذاب ‘‘
’’ معهم المسوح من النار ‘‘( [3] )
’’ فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
فيقول أيتها النفس الخبيثة
اخرجي إلى سخط من الله وغضب ‘‘( [4] )
فتفرق في جسده
فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ( [5] ) فتقطع معها العروق والعصب ‘‘( [6] )
’’ فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء
فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح
وتخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض
فيصعدون بها إلى السماء الدنيا فلا يمرون بها على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذه الريح الخبيثة ( [7] )
فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا
حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا
فيستفتح له فلا يفتح له
ويقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء ( [8] )
تغلق أبواب السماء وليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ‘‘( [9] )
{ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ (40) } الأعراف ‘‘( [10] )
’’ فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ‘‘( [11] ) ثم يقال أعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى
ثم تطرح روحه طرحاً ‘‘ من السماء الدنيا ’’ حتى تقع في جسده
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ(31) } الحج
فيذهب به إلى باب الأرض ‘‘ ( [12] )
’’ حتى بأتون به باب الأرض فيقولون ما هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار ‘‘ ( [13] )
’’ فتعاد روحه في جسده ‘‘
’’ إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق‘‘( [14] )
ثم تصير إلى القبر ( [15] )
[1] مجموع الروايات جاءت بهذه الألفاظ وهي مجتمعة على أن كل هؤلاء الظلمة يعذبون
[2] سواد الملائكة ليس توبيخ ولا إهانة للملائكة ولكنه للرعب لأهل النار والتبشير لهم بالعذاب المقبلين عليه
أنت. أنت. من يأتيك لأخذ روحك من الملائكة بناء على ما تقدمه من أعمال في الدنيا؟
أنت من ترجوا أن يأتيه ملائكة الرحمة ؟ قل الحمد الله وزد من طاعتك لله
أنت ممن يخاف من سوء عمله أن يأتيه ملائكة العذاب ؟ إذن استدرك ما فاتك وارجع إلى الله بتوبة تتبعها بأعمال صالحة
[3] كساء من الشعر كساء أهل النار
أنت . من أين يكون كفنك ؟ عندما تنزل الملائكة بأكفان الأرواح ؟
أسأل الله أن تكون ممن يكون كفنه من الجنة حريرة بيضاء معها خليط طيب العود والمسك والعنبر . واسأل الله ألا تكون ممن يكون كفنه كساء الشعر أكفان النار ؟
[4] ممن أنت ؟ لما تدعى روحك للخروج ؟
أنت ممن يبشر بالكلام الطيب ؟ أسأل الله ذلك وأسأله ألا يجعلك ممن يبشر بسخطه وغضبه
[5] السفود هو السيخ الذي يوضع فيه الشاة للشوي أو الدجاج للشوي في الشواية هذا السيخ عندما يتساقط عليه الشحوم تجف من النار وتتيبس فإذا أردت أن تنظفها بصوف من شعر لم ينسج فإنها تنتش في الصوف وتقطعه, فكذلك هذه الروح تنتش في العروق والأعصاب والبدن فتقطعه لأنها لا تريد الخروج تريد البقاء داخل البدن لأنها عاينت ما ينتظرها من العذاب فإنها لا تحب أن تخرج أبدا ولا تحب لقاء الله والله يبغض لقاءها فينتزعها ملك الموت من أعماق البدن والأطراف
[6] أنت ممن تكون في خروج روحك ؟
أنت ممن تخرج روحه بسهولة ؟ أدع الله أن تكون منهم واسأله ألا يجعلك ممن تطلع روحه بالنزع واللعن
[7] أنت . من أصحاب أي الروائح, عند خروج روحك ؟
أنت من أصحاب الرائحة الطيبة العطرة ؟ أسأل الله أن يطيب رائحتك وأن يجعلك ممن يذكر بأحسن أ سمائه
واسأل الله ألا يجعلك من أصحاب الرائحة النتنة ممن يذكر بأقبح أسمائه
[8] ابن ماجة 4262 , حسنه الألباني في المشكاة ج 1 / ص 367
[9] ممن أنت عندما يصعد بك إلى السماء ؟
أسأل الله أن تكون ممن تفتح له أبواب السماء فيعرج فيها ويرحب به في تجواله
واسأل الله ألا تكون ممن تغلق في وجهه أبواب السماء المطرودين من رحمة الله
[10] ثقب إبرة الحياكة إبرة الخياطة هل هذا ممكن أن يمر منه جمل؟ لا . استحالة, فقد جعل الله هذا الأعجاز لهذه الأرواح الخبيثة وهو أعجاز وتحدي لهم إن مر الجمل من ثقب الإبرة صعدت هذه الأرواح إلى السماء والجنة وهذه أرواح سفلية أرضية حرم عليها عليين
[11] أنت. ممن أنت عندما يخبر الله بمقرك الأخير ؟
اسأل الله أن تكون ممن كتب الله مقره الأخير في عليين ويعاد لبدنه للسؤال
واسأل الله أن لا تكون ممن كتب الله مقره الأخير في سجين ويطرح طرحاً على الأرض
[12] وأقاربه وأصحابه مشغولين بتجهيز البدن من تكفين وتقبير كما تجهز الملائكة الروح بتكفينه ولعنه ورحلتهم به إلى السماء الدنيا لتلعنه كل الملائكة ولتغلق أمامه أبواب السماء ثم يطرحونه على الأرض طرحاً حتى يعاد إلى جسده
[13] النسائي 1832 , صححه الألباني في الصحيحة 1309,والمشكاة 1629
[14] البخاري 1380
[15] ابن ماجة 4268وحسنه الألباني في المشكاة 1627