القيامة الكبرى
مقدمة
علاج نفسك
في معرفتك
اليوم الآخر
الحمد لله {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ(73) } الأنعام
فهو خالقهما ومالكهما, والمدبر لهما ولمن فيهما , وخلق يوم يقول كن فيكون يعني يوم القيامة , الذي يقول الله كن فيكون , عن أمره كلمح البصر , أو هو أقرب , بادي الخلق ومعيده وله الملك يوم ينفخ في الصور
والصلاة والسلام على رسول الله صاحب المقام المحمود في ذلك اليوم الموعود
أما بعد
فهذا اليوم الذي يبدأ فيه تغيير المألوف بالكوارث العلوية والسفلية فتتبدل فيه الأرض والسماء ويقوم الناس لرب العالمين لتجازى كل نفس عما قدمت إن خيراً فخير وإن شراً فشر حتى الاستقرار في الجنة أو النار
وقد جعلت في هذه الرسالة مقارنة بين أحوال المؤمنين وحال العصاة منهم وبين حال الكفار , وأذكر أحياناً مقارنة بين المؤمنين وحال العصاة منهم وحال المنافقين , وأذكر هذه المقارنة من خلال المواقف والمواطن المختلفة يوم القيامة ، وأذكر هذا من خلال إعطاء صورة ترتيبية على قدر المستطاع سواء ترتيب حسب المواقف الزمانية أو ترتيب حسب المواطن منذ النفخ الأول وحتى الخلود في الجنة أو النار مراعياً ما تبين أنه الأرجح من أقوال أهل العلم حتى أكتفي بالقول الواحد للمسألة , وركزت على أن يكون التصور ليوم القيامة والانتقال من موطن لآخر من خلال النصوص سواء الآيات أو الأحاديث على أن يكون الشرح في أضيق الحدود
وقمت بهذا من خلال تنسيقي لحديث الصور الطويل الذي أفادني كثيراً في مسألة الانتقال من موطن لآخر , والنصوص التي أتيت بها في الرسالة تعتبر شواهد لحديث الصور مراعياً أن تكون الأحاديث التي أستشهد بها كلها من الأحاديث الصحيحة والحسنة ولو حسنه أحد العلماء وخالفه فيه غيره مع تبيين ذلك وما أراه فيه فائدة ولم أقف على تحسينه أجعله في الحاشية السفلية من باب زيادة توضيح , وأتيت بمحفزات للجنة , وجعلت الخط باللون الأخضر مقاطع لحديث الصور الطويل وبين القوسين بالأسود الأحاديث الأخرى بما فيها الموقوف وباللون الأحمر الآيات القرآنية وباللون الأزرق تخريج الآيات
كتبها / عبد القادر بن محمد حسن أبو طالب