الأمر بالسجود لتمييز المنافقين
[ المسلمين يقولون هذا مكاننا حتى نرى ربنا ] يأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون , جآئهم فيما شاء من هيئته , فيقول يا أيها الناس الحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون [ يقول : فما تنتظرون ؟ تَتبعُ كل أمة ما كانت تعبد ] والله مالنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره [ يقولون هذا مكاننا حتى بأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه ] [ فيقول أنا ربكم , فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا ] فينصرف عنهم وهو الله الذي يأتيهم ،ويمكث ما شاء أن يمكث [وبعدها] يأتيهم الله في الصورة التي يعرفونه فيها فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟[ ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس ] فيقولون : فارقناهم إنا سمعنا منادياً ينادي : ليلحق كل قوم ما كانوا يعبدون وإننا ننتظر ربنا [إننا لنا إلهاً ما رأيناه] [فيقول هل تعرفونه إذا رأيتموه ؟ ]
فيقال هل بينكم وبينه علامة ؟ آية تعرفونه بها [ يقولون إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها . فيقول ما هي ؟ ] فيقولون الساق [ يكشف عن ساقه ] فعند ذلك يكشف عن ساقه ,ويتجلى لهم من عظمته ما يعرفون أنه ربهم فيقول الله : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا ، فيخرون للأذقان سجداً , فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيصير ظهره طبقاً واحداً أي يستوي فقار ظهره فلا ينثني للسجود , فلا يبقى من كان يسجد من تلقاء نفسه إلا أذن له في السجود أي سهل له وهون عليه ولا يبقى من كان يسجد اتقاءً رياء إلا جعل الله ظهره طبقاً واحداً كلما أراد أن يسجد خر لقفاه فأصلاب المنافقين تكون بدون مفاصل صلبة كصياصي[قرون] البقر}
من يسجد لله حبا ًوتقربا ًإليه يؤذن له يوم القيامة بالسجود كرامة
أما من كان يسجد رياء وسمعة من المنافقين , تصبح ظهورهم طبقة واحدة صلبة كقرن البقر فإذا أذن له أن يسجد يقع على قفاه نكالاً , يريدون السجود فلا يستطيعون [85]
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)} القلم
وهو مقام هائل يمتحن الله به عباده ليميز الخبيث من الطيب ، وذلك أنه لما بقي المنافقون مختلطين بالمؤمنين , زاعمين أنهم منهم , ظانين أن ذلك يجوز في ذلك الوقت , كما جاز في الدنيا , فامتحنهم الله
{ثم يقال للمسلمين ارفعوا رءوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم فيعطون نورهم على قدر أعمالهم
فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين أيديهم , ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون أخرهم من يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا أُطفىء قام }[86]
[85] هذا السياق جمع جمعته من عدة روايات البخاري806 ، 4581 مسلم 182 , 183, الحاكم 2/376 ,4/589 البعث والنشور 479 المجمع 10/340 – 343 , وتصحيح الألباني في صحيح الترغيب 3591
[86] الحاكم 2/376 ,4/589 البعث والنشور 479 المجمع 10/340 –343 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 3704