شروط الشفاعة
1- الشافع لابد أن يكون مأذون له من الله في أن يتشفع في الناس يقول تعالى:
{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ (255)} البقرة
سواء كان هذا المأذون له في أن يتشفع في الناس نبينا أو غيره من الأنبياء أو الملائكة أو الصديقين أو الشهداء أو المؤمنين أو القرآن أو الصيام أي من أصحاب الشفاعات
قال تعالى: {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ (3)} يونس
2 - لا بد للمأذون لهم في الشفاعات في الناس أن يستأذنوا في الشفاعة أي يطلبوا الأذن من الله في الشفاعة للناس قبل أن يتشفعوا قال تعالى:
{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ (23)} سباء
وقال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى(26) } النجم
3 - أن يكون المشفع فيه قد نال رضا الله بأن يشفع فيه
{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28)} الأنبياء
وتلك الشفاعة لا تكون إلا من بعد إذن الله عز وجل سواء في ذلك شفاعة نبينا و شفاعة من دونه وذلك الإذن يتعلق بالشافع و المشفوع فيه وبوقت الشفاعة فليس يشفع إلا من أذن الله له في الشفاعة وليس له أن يشفع ألا بعد أن يأذن الله له و ليس له أن يشفع إلا فيمن أذن الله تعالى له أن يشفع فيه
والمقصود أن الشفاعة ملك لله عز وجل ولا تسأل إلا منه كما لا تكون
إلا بإذنه للشافع في المشفوع حين يأذن في الشفاعة
ونفى النبي صلى الله عليه سلم الشفاعة لأصحاب اللعن فقال:
{لا يكون اللعانون شفعاء يوم القيامة}[218]
وأخبر الله تعالى عن الكافرين
أنه لا تنفعهم شفاعة شافعين [219]فقال تعالى:
{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ(48)} المدثر
و لا يؤذن لشافع فيهم فقال تعالى:
{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ(18)} غافر
وليس لهم شافع أصلاً فقال تعالى أنهم يقولون :
{فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ(100)وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ(101)} الشعراء
فالشفاعة لأهل التوحيد فقط سواء في دخول الجنة أو الخروج من النار
فهي لمن مات لا يشرك بالله شيء ولو قال لا إله إلا الله فقط مهما كانت معاصيه
أما الكفار فلا يدخلون الجنة أصلاً ولا يخرجون من النار فهم مخلدون فيها فلا تنفعهم شفاعة في الخروج من النار
[218] مسلم 2598 ، أبو داود 4907
[219] أما شفاعته صلى الله عليه و سلم في عمه أبو طالب فهي في تخفيف العذاب فقط وليس الخروج من النار بل هو مخلد فيها وهذا من الله تطييباً لقلب الشافع لا ثواباً للكافر
قال صلى الله عليه و سلم عنه :
{هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار} مسلم 3 / 79
{أهون النار عذاباً أبو طالب وهو متنعل بنعلين يغلي منهما دماغه } مسلم 3 / 79