أعطاء النور لتميز المنافقين
وأيضاً بإعطاء النور يتميز المنافقين بسحب النور منهم
وقد أعطى كل إنسان منهم نوراً
ثم يأتي الجزاء الرباني الذي هو من جنس العمل يلقى المنافقون يوم القيامة عذابهم يشبه عملهم في الدنيا إنهم يوم القيامة في الظلمات يسحب منهم النور و يمر المؤمنين يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم يهديهم في هذه الظلمات وعبور الصراط ويبلغهم الجنة دار النعيم
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ (14)} الحديد
فيحاول المنافقين السير في نور المؤمنين كما كانوا في الدنيا يسيرون معهم نفاقاً إلا أنهم لا يستطيعون مسايرتهم يظلم عليهم ما قدموا من سيئات فيقولون للذين أمنوا انظرونا نقتبس من نوركم فيقال لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً من أعمالكم الصالحات فإذا التفتوا وراءهم ضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب لا يدخله إلا الذين أمنوا وهذا السور له باطن و ظاهر أما باطنه وهو ما يقع في جهة المؤمنين ففيه الرحمة فيه دار النعيم الجنة و أما ظاهره و هو ما يقع في جهة المنافقين فيأتي من قبله العذاب عذاب نار جهنم
وهذا من خداع الله لهم ومكره بهم كما كانوا يخدعون المؤمنين في الدنيا يطفيء نورهم ويحيل بينهم و بين المؤمنين بعد أن خالطوهم في بعض المحشر فينادي المنافقون من ظاهر السور المؤمنين وهم في باطنه ألم نكن معكم في الدنيا فلماذا لا نكون معكم في الآخرة ؟ فيقول المؤمنون لهم : بلى كنتم معنا في الظاهر و لكن لم تكونوا معنا في الحقيقة لقد فتنتم أنفسكم بالكفر و تربصتم في مواقع الكافرين و ارتبتم فيما أنزل الله وغرتكم الأماني التي كنتم تتمنونها بسلوككم مسلك النفاق و لبثتم على حالتيكم هذه حتى جاءكم الموت
يقول تعالى :
{ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ(13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(14)} الحديد
ويكرم الله المؤمنون فيتمم لهم نورهم ولا يخزيهم ,عندما يروا الله قد
خدع المنافقين وخزاهم بسحب النور منهم وعند ذلك يدعوا المؤمنون الله تعالى أن يتم عليهم نورهم فيكرمهم بذلك
{ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(8) } التحريم
ويكون العبور للجسر للمؤمنين بما فيهم من عصاة وأما المنافقون فيسقطون في جهنم , المنافقين يطفئ نورهم ويسقطون في النار [87]
{ على جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ثم يطفأ نور
المنافقين ثم ينجوا المؤمنين فتنجوا أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر}[88]
والكفار ذهبوا إلى النار
ويأتي موطن
[87] والآن يا أخي أنت . أنت أين أنت ؟ أين أنت عند الدعوة إِلَى السُّجُودِ ؟
اسأل الله أن تكون مع من يسجد لله حبا ًوتقربا ًإليه فيؤذن له يوم القيامة بالسجود كرامة ؟
اسأل الله ألا تكون مع من يسجد رياء وسمعة ؟ مع المنافقين الذين تصبح ظهورهم طبقة واحدة صلبة كقرن البقر فإذا أذن له أن يسجد يقع على قفاة نكالاً ؟
أنت . أنت أين أنت ؟
أين أنت عندما يسعى نور المؤمنين بين أيديهم في ظلمات يوم القيامة ؟
اسأل الله أن تكون من يهديه نوره في هذه الظلمات إلى أن يصل به إلى جنات النعيم ؟ لأنهم كانوا في الدنيا ممن اتبعوا هدي الشريعة الإسلامية هدي الشريعة المحمدية
اسأل الله ألا تكون مع من يسحب نوره ؟ وهو في أشد الاحتياج إليه ويدعوا المؤمنين أن يمشي إثر نورهم لكن دون جدوى ؟ لأن الله مكر به لأنه كان في الدنيا منافق
الحديث عن الصراط وعبور الصراط سوف نأتي عليه في موضعه أن شأ الله
[88] مسلم 191