آداب رمضان
الصائم عليه حفظ لسانه وتنزيه صومه عن الكذب والغيبة
يجب على الصائم أن ينزه صومه عن الكذب والغيبة والشتم وأن يتعاهد صومه من لسانه ولا يماري أي لا يجادل ويصون صومه فلا يغتاب أحداً ولا يعمل عملاً يجرح به صومه وينظر لحال سلف الأولون كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا نحفظ صومنا
وعليه أن يحفظ سمعه وبصره ولسانه ، ويدع أذى الجار، وليكن عليه سكينة ووقار يوم صومه، ولا يجعل يوم صومه ويوم فطره سواء
قال رسول الله صلى عليه وسلم
{من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه} ( [1] )
فالصائم الحريص على صيامه وأجره يرى أن في الصيام ترك ما ينهى الله تعالى عنه من قول وعمل ، وليس هو بترك الطعام والشراب فقط
{ من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه} ( [2] )
والصائم يحذر الخنا والكذب ويحذر من قول الزور والعمل به لإحباطه للصيام الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزى به } ( [3] ) فما ظنك بسيئة غطت على هذا الفضل الجسيم والثواب العظيم
فالصائم يجد فيما أتت به الشريعة من توضيح لعدم احتياج الله لصوم من لم يدع هذه المعاصي أن الصيام ترك ما ينهى الله تعالى عنه من قول وعمل ، وليس هو بترك الطعام والشراب قط
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم } ( [4] )
والصائم الحريص على اكتمال أجر صيامه يجد في كلامه صلى الله عليه وسلم دليل على أن حكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور، كما يمسك عن الطعام والشراب ، وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقص صيامه وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه
وليس معنى هذا أن يؤمر بأن يدع صيامه إذا لم يدع قول الزور، وإنما معناه التحذير من قول الزور والعمل به وتعظيم للإثم ليتم أجر صيامه ([5] )
والصائم لا يفطره السب والشتم والغيبة ، لكنه يصير في معنى المفطر في سقوط الأجر لا أنه يفطر في الحقيقة لأنه مأمورًا أن ينزه صيامه
والصائم عندما يتعرض لسب ويقول لنفسه إني صائم، فإنه يردع نفسه لعلمه أنه إذا اجترأ عليه في صوم كان أعظم في الإثم، ولعلمه أيضًا أن الصوم يمنع من الرد عليه
لأن الصائم الذي يريد تحقيق المقصود الأعظم من الصيام، وهو تقوى الله تعالى بالصوم، تجده يترك ما تطلبه نفسه من التشفي لها كما يترك ما تطلبه من ملاذ الطعام والشراب والنكاح رغبة في ثواب الله، وخوفاً من عقابه، لذا تجده يترك ذلك في موضع لا يطلع عليه إلا الله تبارك وتعالى، ولا يخشى بذلك سوى ربه، فتجده يحقق التقوى الحقيقية
[1] البخاري 1903
[2] الطبراني في الصغير 472 , حسنه الألباني لغيره في الترغيب 1080
[3] البخاري 1904 مسلم 8/272- 273
[4] البخاري 1904 مسلم 8/272- 273
[5] شرح ابن بطال 7 / 25