شروط إفساد الصيام
الصوم لا يفسده المفطرات إلا بشروط ثلاثة
العلم والذِّكر والإرادة
1- العلم بالمفطرات وليس الجهل بها
إذا تناول الصائم شيئاً من المفطرات جاهلاً، فصيامه صحيح، سواء كان جاهلاً بالوقت، أو كان جاهلاً بالحكم، مثال الجاهل بالوقت: أن يقوم الرجل في آخر الليل، ويظن أن الفجر لم يطلع ، فيأكل ويشرب ويتبيَّن أن الفجر قد طلع، فهذا صومه صحيح , لأنه جاهل بالوقت
ومثال الجاهل بالحكم أن يحتجم الصائم وهو لا يعلم أن الحجامة مفطرة، فيُقال له صومك صحيح. والدليل على ذلك قوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا(286)} البقرة هذا من القرآن
ومن السنة : حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:{ أفطرنا يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ، ثم طلعت الشمس فصار إفطارهم في النهار } ( [1] )
ولكنهم لا يعلمون بل ظنوا أن الشمس قد غربت ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلّم بالقضاء ، ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به ، ولو أمرهم به لنُقل إلينا , ولكن لو أفطر ظانًّا غروب الشمس وظهر أنها لم تغرب وجب عليه الإمساك حتى تغرب وصومه صحيح
2- التذكر عند تناول المفطرات وليس النسيان
أن يكون ذاكرا ً، وضد الذكر النسيان ، فلو نسي الصائم فأكل أو شرب فصومه صحيح , لقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا(286)} البقرة ، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم : {مَن نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه} ([2])
3- إرادة الإفطار دون إكراه
الإرادة أي قصد الإفطار ، فلو فعل الصائم شيئاً من هذه المفطرات بغير إرادة منه واختيار ، فصومه صحيح ، ولو أنه تمضمض ونزل الماء إلى بطنه بدون إرادة فصومه صحيح
ولو أَكْرَه الرجلُ امرأته على الجماع ولم تتمكن من دفعه ، فصومها صحيح , لأنها غير مريدة ، ودليل ذلك قوله تعالى فيمن كفر مكرهاً : { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ (106)} النحل
فإذا أُكْرِه الصائم على الفطر أو فعل مفطراً بدون إرادة ، فلا شيء عليه وصومه صحيح ( [3] )
[1] البخاري 1959 , ابن ماجة 1674 , صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1674
[2] مسلم 8/ 277
[3] ابن عثيمين 48 سؤال في الصيام س1 , س34