الوصال
من له أن يواصل ومن نهي عنه
الوصال وهو أن لا يفطر بين اليومين بأكل ولا شرب وهو مكروه (
[1]
) لما روى ابن عمر قال:
{واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فواصل الناس فنهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقالوا إنك تواصل قال: إني لست مثلكم إني
أطعم وأسقى }
(
[2]
)
وهذا يقتضي اختصاصه بذلك ومنع إلحاق غيره به وقوله :
{إني أطعم وأسقى }{إني أظل يطعمني ربي ويسقيني}
(
[3]
) يحتمل أنه يريد أنه يعان على الصيام ويغنيه الله تعالى عن الشراب والطعام
بمنزلة من طعم وشرب
أما النهي فإنما أتى به رحمة لهم ورفقاً بهم لما فيه من المشقة عليهم قالت
عائشة:
{نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم}
(
[4]
)
وهذا
لا يقتضي التحريم ولهذا لم يفهم منه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
التحريم بدليل أنهم واصلوا بعده ولو فهموا منه التحريم لما استجازوا فعله
قال أبو هريرة :
{نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فلما أبوا أن ينتهوا واصل بهم
يوماً ويوماً ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا
أن ينتهوا}
(
[5]
)
إن واصل من سحر إلى سحر جاز (
[6]
) لما روى أبو سعيد أنه
{سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل
فليواصل حتى السحر }
(
[7]
)
وتعجيل الفطر أفضل (
[8]
) لأنه هو السنة المأمور بها الناس