السفر والصيام
المسافر ورخصة الإفطار
المسافر يباح له الفطر فقد أفطر عليه السلام في السفر
فالمسافر مخير لحديث أنس قال: {سافرنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم} ( [1] )
روي عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أصوم في السفر ؟ -وكان كثير الصيام -قال:{ إن شئت فصم وإن شئت فأفطر}( [2] ) وفي لفظ {أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجد قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح ؟ قال: هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه } ( [3] )
2- الأفضل الفطر أو الصيام مع السفر
الفطر أفضل , لقول اللّه تعالى: {يريد الله بكم )يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ( 185) } البقرة
ولقوله صلى الله عليه وسلم {إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته } ( [4] ) وفي لفظ { كما يحب أن تؤتى عزائمه} ( [5] )
الأفضل الفطر في السفر ([6] )
لقوله صلى الله عليه وسلم {ليس من البر الصيام في السفر } ( [7] )
3- نوع السفر الذي يجوز فيه الرخص
سفر الطاعة ,كالحج والعمرة والجهاد والسفر لصلة الرحم وطلب المعاش الضروري
سفر التجارات والمباحات
أما سفر المعاصي يمنع فيه الرخص ( [8] )
4- رخصة السفر مع التقيد بالمسافة والمدة
السفر الذي أبيح معه الفطر هو ما عرفه الناس في عرفهم أنه سفر دون تقيد بمسافة معينة ولا مدة معينة
لأن الله تعالى ذكر السفر وأطلقه بدون ذكر مسافة ( [9] ) ولا مدة ( [10] ) وجعل ذلك راجعاً لعرف الناس
5- بدء الأخذ بالرخص
المسافر في رمضان يأخذ برخص السفر من الإفطار وغيره بعد أن يشرع في السفر ويغادر العمران
المسافر متى عاد من سفره أو وصل إلى أهله في أي وقت من نهار رمضان لا يجب عليه أمسك باقي نهاره ([11] ) لزوال الرخصة
6- المسافر والجماع في رمضان
المسافر إنما أبيح له الفطر ليقوى على سفره والمجامع لا يقوى بذلك على سفره , فإن كانت معه زوجته في السفر وجامع جامع لا كفارة عليه ولا عليها
7- المسافر يأخذ بالرخص مع كل وسائل النقل
المسافر مع أي وسيلة نقل يركبها سواء كانت جوية أو بحرية أو أرضية أو دواب
لا فرق بين من سافر على السيارات أو الجمال أو السفن والبواخر وبين من سافر في الطائرات فأن الجميع يشملهم اسم السفر ويترخصون برخصه والله سبحانه شرع للعباد أحكام السفر والإقامة في عهده صلى الله عليه وسلم ولمن جاء بعده إلى يوم القيامة فهو يعلم سبحانه ما يقع من تغير الأحوال وتنوع وسائل السفر ولو كان الحكم يختلف لنبه عليه سبحانه كما قال عز وجل{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) }النحل 89 وقوله تعالى :{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) } النمل([12] )
ولو سائراً على قدميه فهو مسافر على ما يناسبه فالسفر له مشقة وقطعة من العذاب
8- ألرخصة لمن كان عمله دائم السفر
يفطر من عادته السفر ( [13] ) كصاحب البريد والملاح والطيارين والسائقين على خطوط سفر إذا كان له بلد يأوي إليها
إذا كان الإنسان المسافر يحمل أهله معه أو ليس له أهل يلزمه الصيام وإن كان له أهل لا يحملهم معه فهو يخير بين الصيام والإفطار ([14] )
[1] البخاري 1947 , مسلم 7/ 235 – 326 , النسائي 2309
[2] مسلم 7/237 , النسائي 2295 , الترمذي 711 وقال حسن صحيح
[3] مسلم 7/ 238 , النسائي 2297
[4] المسند 2/108 , صححه الألباني في الإرواء 564 , الشيخ بن باز رحمه الله قال في تحفة الإخوان 161 الأفضل الفطر في السفر مطلقاً
[5] الطبراني في الكبير 11880 , البزار 990 , قال الهيثمي في المجمع 3/ 162رجال البزار ثقات وكذا رجال الطبراني , صححه الألباني في الإرواء 3/11 - 13
[6] الشيخ بن باز تحفة الأخوان ص161 , الشرح الكبير 3/ 18
[7] البخاري 1946 , مسلم 7/ 233 , النسائي 2254
[8] فتاوي ورسائل العثيمين 17 / 901 قال مثل أولئك الذين يذهبون إلى بلاد ليتمتعوا فيها بأشياء محرمة من شرب الخمور ، والميسر ، وفعل الفاحشة ، وما أشبه ذلك ، فهؤلاء ليس لهم قصر ، وليس لهم فطر
[9] فتاوي ورسائل العثيمين 17 / 29 قال السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (38) كيلو ونصف تقريباً ، ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر ، بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر
[10] فتاوي ورسائل العثيمين 17 / 69 , 39 قال إذا كنت مسافراً يحق لك أن تفطر في أثناء الطريق ، وفي البلد التي مكثت فيها ، مثل لو ذهبت إلى مكة للعمرة خمسة أيام أو ستة أيام ، افطر في مكة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة ، في ثمانية عشر أو عشرين من شهر رمضان ، وبقي مفطراً بقية الشهر ولم يصم ، بل كان يأكل ويشرب ويقصر الصلاة ، فلك أن تفطر في مكة أثناء سفرك حتى ولو لم يكن في الصوم مشقة
[11] الإنصاف 3/ 283 قال والرواية الثانية لا يلزمها الإمساك , فتاوي ورسائل العثيمين 17 / 26 قال لا يجب عليها الإمساك وكذلك المسافر إذا قدم وهي إحدى الروايتين عن الإمام أحمد وهو مذهب مالك والشافعي
[12] الشيخ بن باز تحفة الأخوان ص161-162
[13] فتاوي ورسائل العثيمين 17 / 601 ينطبق حكم السفر عليهم ، فلهم القصر والجمع والفطر.فإذا قال قائل: متى يصومون وعملهم متواصل؟ قلنا : يصومون في أيام الشتاء لأنها أيام قصيرة وباردة.أما السائقون داخل المدن فليس لهم حكم المسافر ويجب عليهم الصوم
[14] نقله الشيخ البسام في توضيح الأحكام 3/175 عن الشيخ عبد العزيز بن باز