أعمال العشر الأواخر من رمضان
هناك أعمال تتميز بها العشر الأواخر من رمضان وتقبل الناس عليها بهمم عالية , من هذه الأعمال :
1- طول القيام
2- الاعتكاف
3- التماس ليلة القدر
4- زكاة الفطر
التهجد وطول القيام
1- القيام وإحياء الليل
عن عائشة رضي الله عنها قالت:{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله} ( [1])
المراد إحياء الليل كله أو أغلبه بالصلاة والقراءة
وعنها رضي الله عنها قالت {كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يخلط العشرين بصلاة ونوم ، فإذا كان العشر شمر وشد المئزر } ( [2] )
وفي معنى شدّ المئزر: أن المراد اعتزاله للنساء ( [3] )
وليس معنى اعتزال النساء أن من يأتي زوجته في هذه الليالي حرام لا ولكن الاعتزال لشدة التفرغ لله والإقبال على عبادته
ومن إيقاظه لأهله {كان يوقظ أهله في العشر الأواخر في شهر رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة }( [4] )
ومن هذه الأحاديث يُعلم سبب تخصيص ليالي العشر الأواخر بالقيام ، فإن ظاهر هذه الأحاديث أنه يقوم الليل كله بالصلاة والقراءة ، ولا شك أن ذلك يستدعي طول القيام والركوع والسجود
2- أحوال السلف مع القيام
السلف ومحاولتهم لاستيعاب الليل أو أغلبه بالصلاة وطول القراءة والركوع والسجود
فعن أحد علماء السلف وهو الأعرج قال: ما أدركنا الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان ، وكان القارئ يقرأ سورة البقرة في ثمان ركعات ، وإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفّف
ومن السلف من كان يطيل أكثر من ذلك فعن السائب أن القارئ يقرأ بالمئين ( أي بالمائتان آية في الركعة الواحدة ) حتى كانوا يعتمدون على العصي ، فما كانوا ينصرفون إلا في فروع الفجر
وعن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ، قال: كنّا ننصرف في رمضان من القيام ، فنستعجل الخدم بالطعام ، مخافة فوت السحور
وقال صلى الله عليه وسلم : {أفضل الصلاة طول القنوت} ( [5] )
أي طول القيام كما في هذه الرواية
{أفضل الأعمال طول القيام } ( [6] )
وهذا حال النبي صلى الله عليه وسلم مع القيام
عن حذيفة قال: {صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ذات ليلة ، فافتتح البقرة ، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مرّ بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم ، فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال: سمع الله لمن حمده , ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد ، فقال : سبحان ربي الأعلى , فكان سجوده قريباً من قيامه} ( [7] )
كان يقرأ بأكبر ثلاث سور في القرآن في ركعة واحدة ونسبة الزيادة في قراءته هذه عن قراءته العادية هي نسبة الزيادة في ركوعه و هي نسبة الزيادة في القيام من ركوعه و هي نسبة الزيادة في سجوده
فمن هذه الأحاديث يؤخذ أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، التي داوم عليها طول القيام ، وطول الأركان ، وأنه يخص العشر بمزيد من الاجتهاد
فعندما نجد في زماننا الناس في العشر الأواخر بعد أن يصلوا التراويح في المسجد ويعودون إلى بيوتهم يرجعون إلى المسجد مرة أخرى بعد منتصف الليل ليصلوا القيام محاولة منهم استيعاب أغلب الليل بالصلاة نقول اللهم أكثر من أمثالهم
[1] البخاري 2024
[2] المسند 6/146
[3] قد ورد ذلك صريحاً من حديث عائشة { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان شد مئزره ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ }رواه ابن خزيمة 2216 , وفي حديث أنس : {كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان طوى فراشه واعتزل النساء وجعل عشاءه سحورا} رواه الطبراني في الأوسط 5653 وضعفهما الألباني
[4] أبو يعلى 282 و حسن إسناده الهيثمي في المجمع 3/174
[5] مسلم 6/278 , ابن ماجة 1421
[6] أبو داوود 1324 , صححه الألباني في صفة صلاة النبي 105
[7] مسلم 6/304