العيد
شرع الله لنا التكبير عند إكمال العدة فقال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ(185) }البقرة
فكبروا الله من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، كبروا الله في
المساجد والبيوت والأسواق.
صفة التكبير
الله
أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
اجهروا بذلك تعظيما لله وإظهارا للشعائر، إلا النساء فيكبرن سرا.
من يخرج لصلاة العيد
وأما صلاة العيد فقد أمر بها رسول الله الرجال والنساء حتى العواتق
وذوات الخدور اللاتي ليس لهن عادة بالخروج وحتى الحيض يشهدن دعاء الخير
ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى، فلا يجلسن في مصلى العيد لأن مصلى
العيد مسجد يثبت له جميع أحكام المساجد عن أم عطية رضي الله عنها قالت:
((أمرنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات
الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة، وفي لفظ المصلى، ويشهدن الخير
ودعوة المسلمين فقلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال:
لتلبسها أختها من جلبابها)).
صفة الخروج لصلاة العيد
فاخرجوا أيها المسلمون إلى صلاة العيد رجالا ونساء صغارا وكبارا تعبدا
لله عز وجل وامتثالا لأمر رسول الله وابتغاء للخير ودعوة المسلمين، فكم
في ذلك المصلى من خيرات تنزل وجوائز من الرب الكريم تحصل ودعوات طيبات
تقبل.
وليخرج الرجال متنظفين متطيبين لابسين أحسن ثيابهم غير أنه لا يجوز لهم
لبس الحرير ولا شيء من الذهب فإنهما حرام على الذكور. وليخرج النساء
محتشمات غير متطيبات ولا متبرجات بزينة..
والسنة أن يأكل قبل الخروج إلى صلاة العيد تمرات وترا ثلاثا أو خمسا أو
أكثر إن أحب يقطعهن على وتر قال أنس بن مالك كان النبي : ((لا يغدو يوم
الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا)).
وقد قال الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}
وبذلك تكون سنن وآداب العيد
أولاً : استحباب التكبير في ليلة العيد من غروب الشمس آخر يوم من رمضان
إلى حضور الإمام للصلاة ، وصيغة التكبير : الله أكبر الله أكبر ، لا
إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . أو يكبر ثلاثاً
فيقول : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله
أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد . وكل ذلك جائز .
وينبغي أن يرفع الإنسان صوته بهذا الذكر في الأسواق والمساجد والبيوت ،
ولا ترفع النساء أصواتهن بذلك .
ثانياً : يأكل تمرات وتراً قبل الخروج للعيد ؛ لأن النبي صلى الله عليه
وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات وتراً ، ويقتصر على وتر كما
فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً : يلبس أحسن ثيابه ، وهذا للرجال ، أما النساء فلا تلبس الثياب
الجميلة عند خروجها إلى مصلى العيد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(وليخرجن تَفِلات) أي في ثياب عادية ليست ثياب تبرج ، ويحرم عليها أن
تخرج متطيبة متبرجة .
رابعاً : استحب بعض العلماء أن يغتسل الإنسان لصلاة العيد ؛ لأن ذلك
مروي عن بعض السلف ، والغسل للعيد مستحب ، كما شرع للجمعة لاجتماع
الناس ، ولو اغتسل الإنسان لكان ذلك جيداً .
خامساً : صلاة العيد . وقد أجمع المسلمون على مشروعية صلاة العيد ،
ومنهم من قال : هي سنة . ومنهم من قال : فرض كفاية . وبعضهم قال : فرض
عين ومن تركها أثم ، واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر حتى
ذوات الخدور والعواتق ومن لا عادة لهن بالخروج أن يحضرن مصلى العيد ،
إلا أن الحيض يعتزلن المصلى ، لأن الحائض لا يجوز أن تمكث في المسجد ،
وإن كان يجوز أن تمر بالمسجد لكن لا تمكث فيه .
والذي يترجح لي من الأدلة أنها فرض عين ، وأنه يجب على كل ذكر أن يحضر
صلاة العيد إلا من كان له عذر ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله .
ويقرأ الإمام في الركعة الأولى (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الثانية (هل
أتاك حديث الغاشية) أو يقرأ سورة (ق) في الأولى ، وسورة القمر في
الثانية ، وكلاهما صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم