![]() |
الرُّقى بالقرآن والمعَوِّذات
ابن حجر
باب الرُّقى بالقرآن والمعَوِّذات
الرقى هو بمعنى التعويذ و الرقى أخص من التعوذ
(بالقرآن والمعوذات)
المراد بالمعوذات
سورة الفلق والناس والإخلاص لاحتمال أن يكون فيها سر ليس في غيرها
ففي المعوذات جوامع من الدعاء. أكثر من المكروهات و من السحر والحسد
وشر الشيطان ووسوسته وغير ذلك، فلهذا كان البني صلى الله عليه وسلم
يكتفي بها
و بالقرآن
كل ما ورد من التعويذ في القرآن كقوله تعالى: {وقل رب أعوذ بك من همزات
الشياطين} (المؤمنون: 97)، {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} (النحل:
98) وغير ذلك،
كالفاتحة ، ففي الفاتحة معنى
الاستعاذة و هو الاستعانة
مع ثبوت التعوذ بغير القرآن والمعوذات ، وإنما اجتزأ بهما لما اشتملتا
عليه من جوامع الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً .
شروط جواز الرقى عند العلماء
أجمع العلماء على جواز
الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:
الأول : أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
الثاني : باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره .
الثالث : أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى.
لا بد من اعتبار الشروط المذكورة، ففي صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك
قال: «كنا نرقى في الجاهلية، فقلنا: يارسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال:
اعرضوا عليَّ رقامكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك»
وما لايعقل معناه لا يؤمن أن
يؤدي إلى الشرك فيمتنع احتياطاً
وما كان فيه استعاذة أو استعانة بالله وحده أو ما يعطي معنى ذلك
فالاسترقاء به مشروع و كذا ما كان فيه التجاء إلى الله سبحانه
ابن حجر 10/206 باب الرُّقى بفاتحةِ الكتاب
الرُّقى بفاتحةِ الكتاب
قال ابن القيم: إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب
العالمين ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها
لتضمنها جميع معاني الكتاب، فقد اشتملت على ذكر أصول أسماء الله
ومجامعها وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب
الإعانة به والهداية منه، وذكر أفضل الدعاء وهو طلب الهداية إلى الصراط
المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب
ما نهى عنه والاستقامة عليه، ولتضمنها ذكر أصناف الخلائق وقسمتهم إلى
منعم عليه لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد
معرفته، وضال لعدم معرفته له، مع ماتضمنته من إثبات القدر والشرع
والأسماء والمعاد والتوبة وتزكية النفس وإصلاح القلب والرد على جميع
أهل البدع، وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء، والله
أعلم
نقله ابن
حجر 10/209