قال
تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء: 82]
ومما لا شك فيه ، أن قراءة القرآن ، والعمل بأحكامه وآدابه وتوجيهاته شفاء
للنفوس من الوسوسة ، والقلق ، والحيرة ، والنفاق ، والرذائل المختلفة ،
ورحمة للمؤمنين من العذاب الذي يحزنهم ويشقيهم
إنه شفاء ورحمة لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإِيمان ، فأشرقت بنور ربها ،
وتفتحت لتلقى ما في القرآن من هدايات وإرشادات .
إنه شفاء للنفوس من الأمراض القلبية كالحسد والطمع والانحراف عن طريق الحق
، وشفاء لها من الأمراض الجسمانية
إنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وإزالة الريب
إنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى كالفاتحة التي بين النبي صلى الله عليه
وسلم أنها حقاً رقية
فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحمة، وليس ذلك لكل أحد، وإنما ذلك للمؤمنين
به، المصدقين بآياته، العاملين به، وأما الظالمون بعدم التصديق به أو عدم
العمل به، فلا تزيدهم آياته إلا خسارًا، وكم شاهدنا من خسران لهؤلاء
الظالمين برفضهم العمل بالقرآن حتى أذوا أهله الذين هم أهل الله وخاصته
لتقوم عليهم الحجة
وأهل الله هم أهل الشرف والكرامة والعزة مهما تعرضوا لبلاء فإن الله قد أعد
لهم منزلة عظيمة في الجنة لا يبلغوها إلا بنزول البلاء بهم فمن أحبه الله
ابتلاه
والشفاء
الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب، من الشبه، والجهالة، والآراء الفاسدة،
والانحراف السيئ، والقصد السيئ
فإنه مشتمل على العلم اليقيني، الذي تزول به كل شبهة وجهالة، والوعظ
والتذكير، الذي يزول به كل شهوة تخالف أمر الله، ولشفاء الأبدان من آلامها
وأسقامها.
وأما الرحمة، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل التي يحث عليها، متى فعلها
العبد فاز بالرحمة والسعادة الأبدية، والثواب العاجل والآجل
ولهذا كله
وغيره ينبغي على العبد منا حتى يكون القرآن أمامه وإمامه أن يقول لربه
تعالى اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في
قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته
في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور
صدري وجلاء حزني وذهاب همي
وبقوله هذا
سيذهب الله همه وحزنه ويبدله مكانه فرجا فعلينا أن نعلم هذه الكلمات
أولادنا وزوجاتنا ومعارفنا وأبنا المسلمين