السحر
وهو
عبارة عما خفي ولطف سببه، سمي سحرا لأنه يحصل بأمور خفية لا تدرك بالأبصار،
وهو عبارة عن عزائم ورقى وكلام يتكلم به وأدوية وتدخينات، ومنه ما يؤثر في
القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه، وتأثيره بإذن الله
الكوني القدري.
وهو عمل
شيطاني، كثير منه لا يتوصل إليه إلا بالشرك والتقرب إلى الأرواح الخبيثة
بشيء مما تحب والاستعانة بالتحيل على استخدامها بالإشراك بها، ولهذا يقرنه
الشارع بالشرك، وهو داخل في الشرك من ناحيتين
الأولى:
ما فيه من استخدام الشياطين والتعلق بهم وربما تقرب إليهم بما يحبونه
ليقوموا بخدمته.
الثانية: ما فيه من دعوى علم الغيب ودعوى مشاركة الله في
ذلك، وهذا كفر وضلال؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ
مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا
رسول الله! وما هن؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله
إلا بالحق، وكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات
الغافلات المؤمنات)
|
الفرق
بين الهم وعمل المعصية
قال تعالى
عن امرأة العزيز ويوسف
{وَلَقَدْ
هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ (24)} يوسف
لا خلاف أن هم زليخا كان المعصية وأما يوسف فهم بها إلى
أن رأى برهان ربه , ولكن لما رأى البرهان ما هم , وهذا لوجوب العصمة
للأنبياء , قال الله تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا
المخلصين
همت زليخاء بالمعصية وكانت مصرة وهم يوسف ولم يواقع ما
هم به فبين الهمتين فرق
هم يوسف حديث نفس من غير عزم
فذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل وما كان
من هذا القبيل لا يؤاخذ به العبد
الهم الذي عم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر وهو
الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق إذ لا قدرة للمكلف على دفعه
جانب من حياة يوسف عليه السلام
|