امرأة كان عملها الصالح أصل في أهم أنساك الحج والعمرة

والبعض ممن بلغه أذى عظيم من أصدقاء السوء يخشى أن يبتعد عنهم بدعوى أنه لا يجد قبول عند الصلحاء وهو لا يستطيع أن يعيش بدون صحبة

وقد عاشت هاجر أم إسماعيل برضيعها في أرض ليس بها بشراً أصلاً طاعة لله

جاء إبراهيمُ بهاجر وبابِنها إسماعيلَ وهيَ تُرضِعُهُ ، حتى وَضعَها عندَ البيتِ عند دَوحةٍ فوقَ زَمزَم في أعلى المسجدِ ، وليسَ بمكةَ يَومَئذٍ أحد ، وليس بها ماءٌ فوَضعَهما هنالك ، ووضعَ عندَهما جِراباً فيهِ تمرٌ وسِقاءً فيهِ ماءٌ، ثم قَفَّى إِبراهيمُ مُنَطلِقاً ، فتَبِعَتْهُ أمُّ إِسماعيلَ فقالت: يا إِبراهيمُ أينَ تَذهَبُ وتترُكنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إِنسٌ ولا شيء ، فقالت له ذلكَ مِراراً ، وجعلَ لا يَلتفِتُ إِليها. فقالت له: آلله أمرَكَ بهذا ؟ قال: نعم. قالت: إذَن لا يُضيِّعُنا. ثمَّ رَجعتْ. فانطَلَقَ إِبراهيمُ

حتى إذا كان عندَ الثَّنيَّةِ حيثُ لا يَرونَهُ استقبَلَ بوَجههِ البيتَ ثمَّ دَعا بهؤلاءِ الكلماتِ ورَفعَ يَدَيهِ فقال: { ربَّنا إِني أسكَنتُ من ذُرِّيَّتي بوادٍ غير ذي زرع ـ حتى بلغ ـ يَشكُرون } [إبراهيم: 37 ]

وجَعَلت أمُّ إِسماعيلَ تُرضِعُ إِسماعيلَ وتَشربُ من ذلك الماء ، حتى إِذا نَفِذَ ما في السِّقاءِ عَطِشَت وعطِش ابنُها ، وجعَلَت تَنظُرُ إِليه يَتلوَّى فانطَلَقَتْ كراهيةَ أن تَنظُرَ إِليه ، فوَجدَتِ الصَّفا أقرَبَ جَبلٍ في الأرضِ يَليها ، فقامَت عليهِ ، ثمَّ استقبَلَتِ الوادِيَ تَنظُرُ هل تَرَى أحداً، فلم تَرَ أحداً ، فهبَطَت مِنَ الصَّفا ، حتى إِذا بلَغَتِ الواديَ رَفعَت طرَفَ دِرعِها ، ثمَّ سَعَت سَعيَ الإنسانِ المجهودِ حتى جاوَزَتِ الواديَ ، ثمَّ أتَتِ المرْوَةَ فقامت عليها فنظَرَت هل تَرَى أحداً ، فلم تَرَ أحداً ، ففعلت ذلك سبعَ مراتٍ. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : فذلك سعيُ الناسِ بينهما

 

أزواج أهل الجنة

صنفان نساء آدميات , وحور عين

1 - نساء آدميات صفاتهن

* طاهرات

{ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ (57) } النساء

أزواج مطهرة من الحيض والنفاس والأذى والأخلاق الرذيلة والصفات الناقصة مطهرة من الأقذار والأذى مطهرة من البول والنخام والبزاق والمنى

* أبكار

{ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً(35)فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا(36)عُرُبًا أَتْرَابًا(37) } الواقعة

خلقناهن خلقا وأبدعناهن إبداعا

المراد نساء بني ادم , خلقناهن خلقا جديدا وهو الإعادة , أعدناهن إلى حال الشباب وكمال الجمال

والمعنى أنشأنا العجوز والصبية , البكر والثيب إنشاء واحدا , اللواتي

قبضن في الدنيا عجائز شمطا عمشا , خلقهن الله بعد الكبر جعلهن عذارى عرباً متعشقات متحببات أترابا على ميلاد واحد في الاستواء

* أخلاقهن

{ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ(56) } الرحمن

قصرن أعينهن على أزواجهن فلا يرين غيرهم

فلا يرين شيئا في الجنة أحسن من أزواجهن وقد ورد أن الواحدة منهن تقول لبعلها والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ولا في الجنة شيئا أحب إلي منك فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك

وهن أبكار عرب أتراب لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن

{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ(58)} الرحمن

{إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير حتى يرى مخها وذلك قول الله تعالى والمرجان فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لرأيته من ورائه}

{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ(48)كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ(49)} الصافات

عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن

حسان الأعين وضخام الأعين , فوصف عيونهن بالحسن والعفة

2 - حور عين

{ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ(20) } الطور

{ وَحُورٌ عِينٌ(22)كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ(23)جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24) } الواقعة

يطاف عليهم بالحور ويكون لهم في ذلك لذة

مما يطوف به عليهم الحور العين , ولا يكون ذلك في القصور ولا بين بعضهم بعضا , بل في الخيام يطوف عليهم بالحور العين فيتمتعون بملاعبتهم وبمزاوجتهم

كأمثال اللؤلؤ المكنون أي كأنهن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه

في اكتمال خلقتهن جمالاً وحسناً وأخلاقاً سعادة وهناءة

* معنى الحور العين

هي الواسعة العين الشديدة السواد والبياض

أي يشتد بياض العين ويشتد السواد فيه أكثر

الحور البيضاء , العين ضخمة العين

حور. بيض , عين . ضخام العيون شفر, بمنزلة جناح النسور

* أخلاقهن

{ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ(70)} الرحمن

{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ(72)} الرحمن

محبوسات مستورات في الخيام لسن بالطوافات في الطرق

والتي قد قصرت طرفها بنفسها أفضل ممن قصرت وإن كان الجميع مخدرات

 

الميزان

إذا انقضى الحساب أمر اللـه جلا وعلا أن ينصب الميزان فإن الحساب لتقرير الأعمال، وإن الوزن لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بحسابه وليظهر عدل اللـه للبشرية كلها في ساحة الحساب

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ(47)} الأنبياء

قال النبي صلى الله عليه و سلم :

{ يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسع فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك}

توزن الأعمال بميزان حقيقي له لسان و كفتان يبين بها رجحان الحسنات والسيئات وبالعكس , أما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية ما أخبرنا به من الغيب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ لو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله }

الميزان يكون لمن بقى من أهل المحشر ممن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً من المؤمنين

أعمال المؤمن المتقي توزن لإظهار فضله ،كما توزن أعمال غيره لخزيه وذله ، وتبكيتاُ له على فراغه وخلوه من كل خير

الموازين يوم القيامة

1 - يوزن بها الصحائف ، تثقل بالكتب التي فيها الأعمال مكتوبة ، وبها تخف

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول: لا يا رب ، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب ، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة ، فإنه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك ، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ، فيقال: إنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء}

2 – يوزن بها الأعمال

قال النبي صلى الله عليه و سلم : { ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن خلقه }

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما حسن الخلق وطول الصمت }

قال النبي صلى الله عليه وسلم : {من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة}

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم}

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ خمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه}

3 – يوزن بها المرء

فيثقل أو يخف بمقدار إيمانه ، لا بضخامة جسمه وكثرة ما عليه من لحم وشحم

قال صلى الله عليه و سلم عن الكافر :{ يؤتى بالرجل الأكول الشروب العظيم فيوزن بحبة فلا يزنها . وقال :

اقرؤوا إن شئتم : (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا(105) الكهف}

فالمرء وعمله وصحيفة عمله كل ذلك يوزن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { توضع الموازين يوم القيامة فيؤتي بالرجل فيوضع في كفة فيوضع ما أحصى عليه فتمايل به الميزان قال فيبعث به إلى النار قال فإذا أدبر به إذا

صائح يصيح من عند الرحمن يقول لا تعجلوا لا تعجلوا فإنه قد بقى له فيؤتي ببطاقة فيها لا إله إلا الله فتوضع مع الرجل في كفة حتى يميل به الميزان }

رسالة علاج نفسك بمعرفة اليوم الأخر