الرقية الشرعية هي علاج
روحي بكلام الله وما علمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلمات
وأدعية وتعويذات تتناسب مع الأدواء التي من أجلها طلبت الرقية وهي شافية
عافية لما تتضمنه من كلام رب البرية أو كلام الوحي الذي نطق به المبعوث
رحمة للعالمين والذي لا يحتاج إلى تجربة لأن الذي شرعها الله الذي خلق
النفس ويعلم صلاحها فأرشدنا إليه ولا يمنع أن نجمع معها علاج دوائي وصفه
طبيب متخصص إن وجد وخاصة أن عصرنا هذا فيه تقدم عظيم في مجال الطب
أقول لمن يحتاج هذا الفن من العلم الشرعي عليه أن
يستحضر أنه مستعين برب العلمين الذي بيده تصريف الأمور الشافي المعافي
في أن يخلصه من معاناته التي يشتكي منها وهو على ثقة ويقين أنه يطلب
هذا من رب كريم رحيم لا يرد من لجأ إليه وطلب منه
ويكون بهذا اليقين إن كان يسعى لتخفيف معاناة لغيره فيلجئ إلى ربه وهو
مستحضر أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ابتغاء وجه الله
فمع قوة لجوئه لله بالرقية التي هي كلمات رب العالمين وأدعية نبوية واستعاذات برب البرية عليه أن يعلم علم اليقين أن الأمر ليس في الرقية
ولا في قوة لجوئه وشدة استسلام صاحب المعانة ولكن الأمر كله بيد الله
هو الذي يصرف الأذى ويكشف الغمة ويزيل الكرب
ويستحضر أنه إذا شرع في الرقية لا يتحدث مع من حوله لأنه يكون في معية
الله يدعو ربه حتى ينتهي من الرقية وإن قطع الرقية بكلام مع من حوله من
البشر يعيد التحصين من جديد ولا ينطبق هذا أن خاطب مصدر صوت يخرج من
المريض
وعليه قبل الشروع في الرقية أن يحصن نفسه ومريضه ومن يوجد في المكان
الذي يقرأ فيه والمكان نفسه بآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة
البقرة والاستعادة بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن شر
همزات الشياطين وأن يحضرون والاستعاذة من الشياطين وأن يحضرون ومن
همزاتهم وأنفاسهم وأنفاخهم
وأوصيه أن يستمر في القراءة أن سمع أصوات أثناء الرقية حتى ينصرف صاحب
الصوت ويرتاح المريض
وهذه كانت وصية قدمها ليّ من جدة الشيخ منير عرب من كبار شيوخ الرقاة
عندما أرسلت له على موقعه منذ حوالي خمسة عشرة سنة أخبرته آنذاك أني
من طلاب الشيخ المنجد وأني أجد بعض مرضانا في المستشفى يحتاجون رقاة
لمعاناتهم فأوصاني بعد ترحيبه الطيب أن أقرأ أنا على من أجده يحتاج إلى
القراءة ولا ألتفت إلى الأصوات التي قد تصدر وأستمر في القراءة
وجزاه الله عني كل خير فطبقت هذا فكنت ذات مرة دخل علي مريض وطلب مني
أن أقرأ عليه فقرأت عليه فاتحة الكتاب بعد أن بينت له فضلها وأنها لحالها
حقاً رقية حتى أعلمه أن يرقي نفسه بها ولا يتقللها وخاصة أنه بين أن
حفظه للقرآن قليل وعندما أخذت أقرأ فإذا به يصدر منه حركات يتبعها
أصوات فكررت مع الاستمرار قراءة الفاتحة فقط حتى زال هذا وشعر المريض بالراحة
, وذات مرة كنت أقرأ على إنسان وعندما بلغت آيات السحر بسورة البقرة
{واتبعوا ما تتلوا الشياطين} وإذا منه تصدر حركات رقص وصوت غناء فكررت
مع الاستمرار قراءة هذه الآيات فقط حتى انصرف الأذى عنه وهدئ هذا الأخ
وفرح بزوال كربه وذات مرة لم أزد في القراءة عن آية الكرسي والآيتين
الأخيرتين من سورة البقرة والصمد والمعوذات وأخذت أكرر فيهم ياستمرار ولم ألتفت
للصوت الصادر رغم كثرت طلبه أن أتوقف عن القراءة وهو يخرج فكررت مع
استمرار القراءة حتى قلت له أخرج عدو الله دون أن تسبب أذى فخرج بفضل الله
وارتاحت الحالة وسعدت وهنئت بأن زال الله عنها الأذى
وأنا أخبر بهذا حتى أشجع من يريد أن يرقي وليس عنده كثير حفظ المهم أن
يعلم فضل وتأثير كل آية أو سورة أو تعوذ يأتي به مع اليقين والطلب من
رب العالمين القوي العظيم المساعد المعين
ومع ذلك قد استعنت لكم من أصحاب التخصص بهذا المجال ببعض ما يحتاجه من
يريد أن يرقي من معرفة بهذا الشأن لأن انشغالي بالعلوم الشرعية
والتأليف وإصدار المصنفات والتي تنوعت لتكون معاصرة نصية مرئية مسموعة
أخذ مني جل الوقت
ومشمول موضوع الرقية
هنا مسائل
وفروعها على النحو التالي
كيف
ترقي نفسك أو غيرك
وهي رقية
كافية لكل
شيء كلماتها سهلة بسيطة يستطيع الإنسان أن يأتي بها لعلاج نفسه أو
غيره
منهجية اختيار
الآيات
وهنا
استعنت في اختيار الآيات بمنهجية من أهل التخصص وكذا برقية أوسع بزيادة الآيات والتعوذات لمن يريد أن يتخصص
علاج
الشكاوي ( الأمراض ) العامة
وفيما
يخص الأمراض التي يُشتكى منها أستعنت بما صح من النصوص لتوضيح كيفية علاجها
مباحث
في الرقى
وهنا أتينا بما نستطيع من
المواضيع التي يحتاج المرء المقبل على الرقية أن يعرفها ويعرف أصلها
سواء كان هو القارئ أو المقروء عليه