استغلال المناسبات عرض علاج الغضب
من هو عدو الإنسان الحقيقي ؟
روى أنس {أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يصطرعون فقال ما هذا قالوا فلان ما يصارع أحداً ألا صَرعَه قال أفلا أدلكم على من هو أشد منه ؟ رجل كلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه }[58]
من هذا يتبين لنا أن الإنسان إذا ملك نفسه عند حصول الغضب يكون قد قهر أقوى أعدائه لأن أعدى عدو للشخص هو شيطانه ونفسه والغضب إنما ينشأ عنهما فمن جاهدهما حتى يغلبهما مع ما في ذلك من شدة المعالجة كان هو البطل الحقيقي لأنه قد قهر نفسه وشيطانه وربما لم يجعل مجالاً لمثيرات الغضب عند صاحبه فيكون قد قطع الطريق لشيطان صاحبه فيكون قد غلبه أيضاً عندما أوقف شر صاحبه ولهذا بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بطل المصارعة ليس هو في الحقيقة الذي يستحق أن يقال عنه الرجل الشديد وإنما الذي يملك نفسه عند مثيرات الغضب فهذا هو الشديد حقاً لأنه استطاع أن يغلب أقوى الدوافع في نفسه وبقوة إرادته وسّمو خلقه ، ومتى كان الإنسان قادراً على أن ينتصر على أقوى دوافعه الداخلية فيه فهو على مادون ذلك اقدر
هل تكرار الحديث في علاج الغضب مفيد ؟
وِلأهمية بث ذلك في المسلم كان رسول صلى الله عليه وسلم يكثر من ذلك في مرات وحالات مختلفة وبصيغة السؤال فكان وهو يخطب يقول : {ما الصرعة قالوا الصريع . قال رسول الله الصرعة كل الصرعة , الصرعة كل الصرعة , الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر جلده فيصرع غضبه} [59]
[58] حسن إسناده ابن حجر وعزاه للبزار الفتح 10/535 , الألباني في الصحيحة3295
[59] أحمد 5/367 , حسنه الألباني في صحيح الجامع 3859