دفع الغضب عند حصوله
هل حُسن الخلق يساعد على دفع الغضب؟
التحلي بالأخلاق الحسنة يدفع الغضب عند حدوث أسبابه فمن كان عفواً كريماً يصفح عمن أغضبه يتبين ذلك في ما رواه القعنبي قال :
{ كان ابن عون لا يغضب فإذا أغضبه رجل قال : بارك الله فيك وحكى أصحابه قالوا كان لابن عون ناقة يغزو عليها ويحج وكان بها معجباً قالوا : فأمر غلاماً له يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها على وجهها فسالت عَيْنُها على خدها فلما نظر إلى الناقة قالوا إن كان من ابن عون شيء فاليوم قالوا : فلم يلبث أن نزل فلما نظر إلى الناقة قال : سبحان الله أفلا غير الوجه بارك الله فيك أخرج عني اشهدوا أنه حُرُّ }[21]
فهذا تحليه بالأخلاق الحسنة جعلته لا يغضب[22]
[21] أعلام النبلاء 2/546 5/544 ابن عون هو الإمام القُدوة عالم البصرة ولد سنة ستٍ و ستين ولم يكن في العراق أعلمُ منه بالسُّنة وكان قد أوتي حلماً وعلماً ونفسه زكيه تعين على التقوى
[22] وفي هذه الرواية المرسلة أيضاً { أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي العمل أفضل ؟ قال (حُسن الخُلق ) ثم أتاه عن يمينه فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل قال (حُسن الخُلق ) ثم أتاه عن شماله فقال يا رسول الله أي العمل أفضل فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( مالك لا تفقه حُسن الخُلق هو أن لا تغضب إن استطعت }
محمد بن نصر المروزي في الصلاة 878 , الألباني في الترغيب 1596 قال مرسل ضعيف , الأرناؤوط في العلوم والحكم قال وهو على إرساله رجاله ثقات رجال الشيخين
ومن هذه الرواية يتضح أيضاً أن من يستطيع أن يدفع الغضب فيدفعه هو حَسُنَ الخُلق ويكون عكسه من يستطيع أن يدفع الغضب لكنه لا يدفعه هو سيئ الخُلق فالتحلي بالأخلاق الحسنة يدفع الغضب عند وقوع أسبابه