مقدمة لعلاج الغضب
الحمد لله الذي خلق النفس سوية مستقيمة على الفطرة القويمة وبين لها الخير
والشر وأشاد بمن زكى نفسه بطاعة الله وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل وذم من أهملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهدي حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل ولم يشهرها بالعمل الصالح
فالحمد لله القائل :
{ وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ( 7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)} الشمس
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل:
{ اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها}[2]
أما بعد : فإن هذه رسالة في الغضب أوضحت فيها أنواع كثيرة لعلاج الغضب قبل وبعد وقوعه وكلها متخذة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما على المسلم الذي يريد أن يحمي نفسه من آثار الغضب إلا أن يجتهد في الإلمام بهذه الأحاديث الشريفة والعمل بما جاء فيها بما يتناسب مع حالته الغضبية
وتتضمن هذه الرسالة جانب آخر يفيد القائمين على مساعدة الغضوب وحمايته من آثار الغضب
وقمت بتجزئتها إلى مقاطع صغيرة معنونة وتشتمل على إجابات لأسئلة وضعت للتبسيط وتسهيل الإلمام بها واسأل الله أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجه الله
وهنا اسأل الله الهادي إلى سواء الصراط أن يؤجر إمامي ومعلمي فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد لما له من فضل كبير حيث كان لي المعلم والمؤدب طيلة ملازمتي له ولدروسه العلمية واسأل الله أن ينفع به وبعلمه المسلمين
كتبها
عبد القادر بن محمد بن حسن أبو طالب
[1] البخاري 6114 مسلم 16/377
[2] مسلم 17 / 43