علاقة الغضب بالتقوى
هل الغضب له نتائج طيبة على الغاضب ؟
الغضب الذي لا تعصمه التقوى ولا تحده مبادئ يلتزم بها الإنسان ويأخذ بها نفسه خوفاً من الله تعالى ورغبة في رضاه ومثوبته هو داء وبيل وشر لا حدود لآثاره ونتائجه خصوصاً حين يكون الغاضب ذا سلطة مستمدة من غناه أو من منصبه أو منهما معاً [18]
ما حكم من قهره الغضب ؟
روي عن النبي في حديث مرسل
{أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال : حسن الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال :أي العمل أفضل ؟ قال حُسن الخُلق ثم أتاه عن شماله فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال حُسن الخُلق ثم أتاه من بعده بمعنى من خلفه فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ فألتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما لك لا تفقه حُسن الخُلق هو أن لا تغضب إن استطعت }
محمد بن نصر المروزي في الصلاة 878 , الألباني في الترغيب 1596 قال مرسل ضعيف , الأرناؤوط في العلوم والحكم قال وهو على إرساله رجاله ثقات رجال الشيخين
من هذا الحديث يتبين لنا أن الغضب يكون منه :-
ما يستطيع الإنسان دفعه
ومنه ما لا يستطيع الإنسان دفعه وهو الغضب الذي يقهره ويفعله ولا يؤاخذ عليه , فإن الغضب هو الذي يكون للإنسان الآمر والناهي ولهذا المعنى قوله تعالى : {وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ (154)} الأعراف
فإن مناط التكليف واقع على ما يستطيعه الإنسان في دفع غضبه , لذلك بين لنا النبي صلى الله صلي الله عليه وسلم أن الذي يستطيع أن يدفع الغضب إذا دفعه بالفعل يكون قد تحلى بحسن الخلق أي أفضل الأعمال وأن المستطيع دفع غضبه ولا يدفعه يكون على عكس ذلك أي لا يتحلى بحسن الخلق