قصة إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام
وأمه هاجر
خرج نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام بأهل بيته مهاجراً من بلاد قومه حتى قدم مصر وكان على مصر في ذلك الزمان ملك مشهور بالظلم اسمه عمرو بن امرىء القيس بن مايلون بن سبأ ( [1])
وكانت سارة من أحسن النساء وجهاً قد أعطيت شطر الحسن[2] , وشاهدها الرجل الذي كان يبيع القمح لإبراهيم وهي تطحن فنم على إبراهيم عند الملك[3] , فقال له: نزل ها هنا بأرضك رجلاً معه امرأة من أحسن النساء ولا ينبغي أن تكون لغيرك ، فلما وصفت لهذا الطافية أرسل إلى إبراهيم فقال : من هذه التي معك ؟ قال : أختي ([4]) يعني في الإسلام ، وتخوف إن قال هي امرأتي أن يقتله . فأُرسل إليها فأتي بها للملك ، وقام إبراهيم يصلي لله عز وجل، ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذي أراد أهله بسوء. فلما دخلت عليه ذهب يتناولها , لما رآها لم يتمالك أن بسط يده إليها[5]
فدعت وقالت اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر[6] فقبضت يده قبضة شديدة , واختنق حتى صار كأنه مصروع يركض برجله[7] , فقال لها ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك , فدعت الله قالت اللهم إن يمت يقولوا هي التي قتلته , فأرسل الله يده وأطلق , ثم تناولها الثانية فقبضت يده أشد من القبضة الأولى , فقال لها ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك , فدعت الله , فأطلق
فدعا بعض حجبته ودعا ا.لذي جاء بها[8] , وقال له إنك لم تأتني بإنسان ، إنما أتيتني بشيطان ، وكانوا قبل الإسلام يعظمون أمر الجن جداً ويرون كل أن ما وقع من خوارق العادة من فعلهم وتصرفهم ولما وقع له من الصرع بسببها عظم أمرها فقال أرجعوها إلى إبراهيم وأخدمها هاجر , وهبها لها لتخدمها لأنه أعظمها أن تخدم نفسها في الطحن , وقال هذه لا تصلح أن تخدم نفسها , أخرجوها من أرضي وأعطاها هاجر , وكانت هاجر من قرية بصعيد مصر كان أبوها من ملوك القبط[9] قبل أن يستولى على مصر ابن سبأ
فحفظ الله سارة التي حفظت الله لحفظها فرجها ونفسها لله ولزوجها حفظها الله فلم يمكن الفاجر من أن ينال منها شيء وأرجعها الله لزوجها ومعها هاجر هدية لتكون آمة لها
فأتت سارة إلى إبراهيم ومعها هاجر وكان إبراهيم يصلي[10]وقالت له رد الله كيد الكافر الفاجر واخدمني هاجر
ورجع الخليل عليه السلام من بلاد مصر وصحبتهم هاجر القبطية المصرية. فنزل أرض فلسطين وأقام بجيرون بين الرملة وإيليا
ووسع عليه في المال والخد
هاجر ومعانتها في ولادة إسماعيل عليه السلام ونشأته
سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يرزقه ذرية طيبة. ولما كان لإبراهيم ببلاد المقدس عشرون سنة قالت سارة لإبراهيم عليه السلام: إن الرب قد حرمني الولد، فادخل على أمتي هذه لعل الله يرزقك منها ولداً.
وكانت هاجر جارية ذات هيئة فلما وهبتها سارة لإبراهيم وكانت سارة قد منعت الولد حتى أسنت ، دخل إبراهيم عليه السلام بهاجر، فحين دخل بها حملت منه فلما حملت رأت سارة أن هاجر ارتفعت نفسها وتعاظمت عليها، فغارت منها سارة فشكت ذلك إلى إبراهيم، فقال لها: إفعلي بها ما شئت، فخافت فهربت فنزلت عند عين هناك. فقال لها ملك من الملائكة: لا تخافي فإن الله جاعل من هذا الغلام الذي حملت خيراً وأمرها بالرجوع وبشرها أنها ستلد ابناً وتسميه إسماعيل. ويكون يده على كل الناس ، ويد الكل به، ويملك جميع بلاد أخوته. فشكرت الله عز وجل على ذلك.([11])
ولما رجعت هاجر وضعت إسماعيل عليه السلام([12]).
ولدته ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة([13]) فكان بكره وأول ولده
ولما ولد إسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم يبشره فقال له: قد استجبت لك في إسماعيل وباركت عليه وكثرته ويمنته جداً كثيراً ([14]) ويولد له اثنا عشر ولدا ، ويكون رئيساً لشعب عظيم . وأدركت سارة الغيرة من هاجر وطلبت منه إخراجها واشتدت غيرة سارة على هاجر لما ولد لها إسماعيل حتى غضبت سارة على هاجر فأخرجتها وحلفت لتقطعن ثلاثة أعضاء منها، فاتخذت هاجر منطقا فشدت به وسطها وهربت وجرت ذيلها لتخفي أثرها على سارة , فأمر الخليل سارة ألا تقطع أعضائها حتى لا تشينها بل تثقب أذنيها، وتخفضها فتبر بذلك قسمها.
فكانت أول من ثقبت أذنها من النساء ، وأول من طولت ذيلها وأول من اختتن من النساء ، فمن ثم خفض النساء
وطلبت سارة من الخليل أن يغيب وجهها عنها، وقالت لا تساكنني في بلد, فأراد الله أن يفصل بينهما فأوحى الله إلى إبراهيم إن يخرج بإسماعيل وأمه إلى مكة فحملوا على البراق[15]وليس بمكة يومئذ نبت ، جاء إبراهيم بإسماعيل وأمه هاجر ترضعه حتى وضعهما عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء.
لما ترك إبراهيم ولده إسماعيل وأمه هاجر بمكة وولى ظهره عنهما قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه، وقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء؟ يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ها هنا وليس معنا ما يكفينا؟ فلما مضى نادته هاجر : يا إبراهيم من أمرك أن تتركنا بأرض ليس فيها زرع ولا ضرع ولا ماء ولا زاد ؟ فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت إليها، ولم يجبها فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم ربي أمرني. قالت: إذن لا يضيعنا الله. ثم رجعت
فانطلق إبراهيم، حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال: {رَّبَّنَآ إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ (37) } (إبراهيم). حتى قوله
{ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مّنَ ٱلثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) } (إبراهيم).
وجعلت أم إسماعيل ترضع وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً. فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت بطن الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، فعلت ذلك سبع مرات . فلذلك سعى الناس بينهما
لما أشرَفَت على المروةِ سمعَت صوتاً فقالت: أغث إن كان عندَكَ خير ، فإِذا هيَ بالملَكِ جبريل عند مَوضعِ زَمزم ، فبَحَثَ بعَقِبهِ أو بجَناحهِ على الأرض , حتى ظهرَ الماءُ ، فجعَلَت تَحُوضهُ وتقول بيدِها هكذا ، وجَعلت تَغرِفُ منَ الماءِ في سِقائها وهوَ يَفورُ بعدما تَغرِفُ
يَرحَمُ الله أمَّ إسماعيلَ لو تَرَكَت زمزَم أو لو لم تَغرِف منَ الماء لكانت زمزمُ عَيناً مَعيناً[16]. فشَرِبتَ وأرضَعتْ ولَدَها فقال لها الملَكُ: لا تخافوا الضَّيعة [17]، فإِنَّ ها هنا بيتَ الله يَبني هذا الغلامُ وأبوه ، وإنَّ الله لا يُضيعُ أهلَه
واطمأنت على ابنها بهذا الخبر , أنه سوف يبني البيت هو وأبوه , فعلمت أن ابنها سيكبر ويترعرع , فهذه قصة فلق زمزم التي كانت منة من الله لهذه المرأة التي أخلصت في تفويض أمرها لله وطاعته في مقامها مع ولدها في هذا الوادي الذي لم يكن به أنيس
وكان البيتُ[18] مرتفعاً منَ الأرضِ كالرابية ، تأتيهِ السيولُ فتأخُذ عن يمينهِ وشمالهِ
وكانت هاجر تتغذي بماء زمزم فيكفيها عن الطعام والشراب , حتى مرَّت بهم رُفقة من جُرْهُم[19] , مُقبِلينَ من طريقِ كَداء ، فنزَلوا في أسفَلِ مكةَ ، فَرأوا طائراً عائفاً ، فقالوا: إِنَّ هذا الطائر لَيَدورُ على ماء ، لَعهدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء ، فأرسَلوا جَريّاً أو جَرِيَّينِ فإِذا هم بالماء ، فرَجَعوا فأخبروهم بالماءِ ، فأقبلوا وأمُّ إسماعيلَ عند الماء فقالوا: أتأذَنينَ لنا أن نَنزِلَ عندَكِ ؟ فقالت: نعم ، ولكنْ لا حقَّ لكم في الماء , قالوا: نعم. ووجدوا أن أم إسماعيل تحب الأنس فنزَلوا ، وأرسلوا إلى أهلِيهم فنزلوا معهم ، وشبَّ الغلامُ وتعلَّمَ العربيةَ منهم , ولم يكن لسان أمه وأبيه عربيا , حتى سار أفصح من جرهم بالعربية فإسماعيل أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة[20]
وكان إبراهيم عليه السلام يذهب في كل وقت يتفقد ولده وأم ولده ببلاد فاران ([21]) فكان يزور إسماعيل وأمه هاجر كل شهر على البراق يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام لينظر في أمرهما ولما كبر إسماعيل وترعرع وصار يذهب مع أبيه ويمشي معه وقد شب وارتجل , وأصبح يتحمل السعي مع أبيه في أمور دنياه معينا له على أعماله
فآتهما الاختبار العظيم وكان يومئذ إسماعيل بن ثلاث عشرة سنة
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ } (الصافات: 102) أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه, أي لما أطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل، رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا.
رأى إبراهيم في ليلة التروية كأن قائلا يقول إن الله يأمرك بذبح ابنك فلما أصبح روى في نفسه أي فكر أهذه رؤية من الله أم حلم من الشيطان فسمي يوم التروية[22]
فلما كانت الليلة الثانية رأى ذلك أيضا وقيل له الوعد فلما أصبح عرف أن ذلك من الله فسمي يوم عرفة
و«رؤيا الأنبياء وحي» فكان هذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه على كبر، وقد طعن في السن، بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر، وواد ليس به حسيس ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله في ذلك، وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلاً عليه
فجعل الله لهما فرجاً ومخرجاً، ورزقهما من حيث لا يحتسبان.
ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده ، وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره، أجاب ربه وامتثل أمره، وسارع إلى طاعته.
وتمثل الشيطان في صورة رجل ثم أتى أم الغلام فقال أين ذهب إبراهيم بابنك قالت غدا به لبعض حاجته[23] قال فإنه لم يغد به لحاجة إنما ذهب به ليذبحه[24] قالت ولم يذبحه قال زعم أن ربه أمره بذلك قالت فقد أحسن أن يطيع ربه فيئس منها الشيطان وذهب في أثرهما فقال للغلام أين يذهب بك أبوك قال لبعض حاجته
قال إنه لا يذهب بك لحاجة ولكنه يذهب بك ليذبحك قال ولم يذبحني قال يزعم أن ربه أمره بذلك قال فو الله لئن كان الله تعالى أمره بذلك ليفعلن فيئس منه فتركه , ولحق بإبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال أين تريد والله لأظن أن الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ابنك فعرفه إبراهيم فقال إليك عني عدو الله فو الله لأمضين لأمر ربي
فلم يصب الملعون منهم شيئاً[25] ورماه إبراهيم بسبع حصيات عند جمرة العقبة حتى ذهب
ولما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض[26]
ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض
ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض
ومضى إبراهيم لأمر الله , فكانت هذه قصة رمي الجمار بمنى
وكان إبراهيم قد وجد من ابنه الجلد والصبر طاعة لله تعالى وطاعة لأبيه على صغر سنه فعرض على ولده أمر ربه ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسراً ويذبحه قهراً فقال له : {يٰبُنَىَّ إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ } (الصافات: 102).
فبادر الغلام الحليم، فسر والده وقر عينه وهو يقول له امضي لما أمرت به وطع ربك {يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَآء ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ } (الصافات: 102). وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد. قال إسماعيل لأبيه أمض لما أمرك الله من ذبحي سأصبر وأحتسب ذلك عند الله عز وجل
{فَلَمَّا أَسْلَمَا (103) } (الصافات: 103) استسلما وانقادا إبراهيم أمتثل أمر الله تعالى وإسماعيل طاعة لله ولأبيه أي استسلما لأمر الله وعزما على ذلك. {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } أي ألقاه على وجهه. وأراد أن يذبحه من قفاه لئلا يشاهده في حال ذبحه وسمى إبراهيم وكبر، وتشهد الولد للموت. وأمر إبراهيم السكين على حلق إسماعيل فلم تقطع شيئاً جعل بين السكين وبين رقبته صفيحة من نحاس[27]
فعند ذلك نودي من الله عز وجل: {أَن يٰإِبْرٰهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ (105) } (الصافات: 104، 105) أي: قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك، ومبادرتك إلى أمر ربك، وبذلك ولدك للقربان، كما سمحت ببدنك للنيران، وكما مالك مبذول للضيفان ولهذا قال تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَء ٱلْمُبِينُ (106) } (الصافات: 106) أي: الاختبار الظاهر البين.
من إقدمه على المكاره بصبر وشجاعة هو وابنه بالتطبيق العملي لتنفيذ أمر الله لذلك صرف الله عنه المكاره والشدائد وجعل لهما من أمرهما فرجاً ومخرجاً وكان الله قد شرع لإبراهيم ذبح ولده ثم صرفه إلى الفداء ليثيب لإبراهيم على ذبح ولده وعرفه على ذلك , وهذا هو البلاء الواضح الجلي ولم يكن في سرعة الاستسلام لهذا الذابح المتدفق رحمة على ولده بأعظم من الذبيح المستسلم لأعظم مكروه في الدنيا فكلاهما بلغا قمة الاستسلام والطاعة لربهما في أعظم اختبار كانت النتيجة بعدما ردا قلبيهما إلى الله أن رد الله إسماعيل إلى أبيه لذا نزل الفداء[28] {وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) } (الصافات: 107) أي وجعلنا فداء ذبح ولده ما يسره الله تعالى له من العوض عنه وهو كبش أبيض أعين أقرن، كان يرتع في الجنة وكان عليه عهن أحمر. هبط عليه من جبل ثبير الذي يطل على منى من الجهة الشمالية لها فذبحه بمنى ، وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه فكان مخزوناًُ حتى فدي به إسماعيل[29] وذبحه إبراهيم ففدي إسماعيل بذبح عظيم
وسن الذبح لنا من ذلك اليوم الذي سمي يوم النحر ([30])
ثم أوحى الله إلى إبراهيم أن هذه الأرض أرض الكنعانيين التي أنت بها ، ملكتها لك ولذريتك وأكثرهم مثل حصى الأرض
وأوحى الله تعالى إلى إبراهيم الخليل، فأمره أن يمد بصره وينظر شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وبشره بأن هذه الأرض كلها سأجعلها لك ولخلفك إلى آخر الدهر، وسأكثر ذريتك حتى يصيروا بعدد تراب الأرض.([31])
إسماعيل وزواجه بعد وفاة أمه هاجر
وكان إسماعيل قد شب مع أبناء جرهم , فأنفَسَهُم وأعجبَهم حينَ شَبَّ ، فلما أدركَ زوَّجوهُ امرأة منهم. وماتَت هاجر أمُّ إِسماعيل ([32])، فجاء إبراهيمُ بعدَما تَزوَّجَ إسماعيلُ يُطالِعُ تَرِكتَهُ ، فلم يَجد إسماعيل ، فسألَ امرأتَهُ وهي عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليقي, ([33]) عنه فقالت: خرَجَ يَبتغي لنا وكان إسماعيل يخرج يتصيد ثم يرجع وكان أول من ركب الخيل وكانت قبل ذلك وحوشاً فأنسها وركبها ([34]) وسألها إبراهيم عن عَيشِهم وهَيْئِتهم وقال هل عندك ضيافة فقالت: ليس عندي ضيافة نحن بشر ، نحن في ضيق وشدة ، فشكت إليه جهدا فقالت: أما الطعام فلا طعام ، وأما الشاة فلا تحلب إلا الشخب وأما الماء فعلى ما ترى من الغلظ
قال: فإِذا جاءَ زوجُكِ فاقرَئي عليهِ السلام وقولي لهُ يَغَيِّرُ عَتبةَ بابه. فلما جاء إسماعيلُ كأنهُ آنس شيئاً فقال: هل جاءكم من أحد ؟ قالت: نعم، جاءنا شيخٌ كذا وكذا كالمستخفة بشأنه ، فسأَلَنا عنك فأخبرتُه ، وسألني كيف عَيشُنا ، فأخبرتهُ أنا في جهدٍ وشِدَّة. قال: فهل أوصاك بشيء ؟ قالت: نعم ، أمرَني أن أقرَأ عليكَ السلام ، ويقول: غَيِّر عتبةَ بابك. قال: ذاكِ أبي ، قد أمرَني أن أُفارِقَكِ ، الحَقِي بأهلِكِ ، فطلَّقَها ، وتزوجَ منهم أخرَى ([35])، فلَبِثَ عنهم إبراهيمُ ما شاءَ الله ، ثم أتاهم بعدُ فلم يَجِدْه ، فدخَلَ على امرأته وهي السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي, فسألها عنه فقالت: خرَجَ يَبتغِي لنا. ذهب ليتصيد وهو يجيء الآن إن شاء الله تعالى ، فانزل يرحمك الله . فقال لها: كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشِهم وهَيئِتهم فقالت: نحن بخيرٍ وسَعَة ، وأثنَتْ على الله. فقال: ما طعامُكم ؟ قالتِ: اللحمُ. قال فما شرابُكم ؟ قالتِ: الماء. قال: اللّهمَّ بارك لهم في اللحم والماء.
ولم يكن لهم يومَئذٍ حبّ ، ولو كان لهم لدعا لهم فيه، فهما لا يَخْلو عليهما أحدٌ بغيرِ مكةَ إلا لم يُوافِقاهُ. قال: فإِذا جاءَ زوجُكِ اقرَئي عليهِ السلام، ومُريهِ يُثبتُ عتبةَ بابه. فلما جاءَ إسماعيلُ قال: هل أتاكم مِن أحد ؟ قالت: نعم، أتانا شيخُ حَسنُ الهيئِة وأثنَتْ عليه فسألني عنكَ فأخبَرْتهُ ، فسألني كيف عيشُنا فأخبرتهُ أنّا بخيرٍ. قال: فأوصاكِ بشيءٍ قالت: نعم ، هو يقرأُ عليكَ السلامَ ، ويأمُرُكَ أن تُثبِتَ عتبةَ بابِك. قال: ذاكِ أبي ، وأنتِ العتبةَ ، أمَرَني أن أمسِكَكِ. ثم لَبِثَ عنهم ما شاءَ الله.
وجاءت الملائكة لإبراهيم وهو ابن عشرين ومائة سنة تبشره بإسحاق ويعقوب ولد من صلب إسحاق قال : " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل و إسحاق إن ربي لسميع الدعاء " .
وقال إبراهيم لله تعالى: ليت إسماعيل يعيش قدامك. فقال الله قد استجبت لك في إسماعيل وباركت عليه وكثرته ونميته جداً كثيراً، ويولد له اثنا عشر عظيماً وأجعله لشعب عظيم.
وبعد ذلك أمر الله إبراهيم ببناء بيت يعبد فيه ويذكر ، ولم يعرف مكانه وبعث معه جبريل لذلك حتى أراه الموضع وكان إبراهيم يعتاد إسماعيل لزيارته
إبراهيم وإسماعيل والأمر ببناء البيت
وجاء إبراهيم بعدَ ذلك وإسماعيلُ يَبري نَبْلاً له تحتَ دَوحةٍ قريباً منَ زَمزَمَ ، فلمّا رآهُ قام إليه ، فصَنَعا كما يَصنَعُ الوالدُ بالوَلَد والوَلَدُ بالوالد. ثم قال: يا إسماعيلُ ، إن الله أمَرَني بأمر. قال: فاصْنَعْ ما أمَرَكَ ربُّك. قال: وتُعِينُني ؟ قال: وأعِينكُ
وأرشد الله تعالى إبراهيم مكان البيت { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْت} [ الحج 26 ] وأشارَ إبراهيم إلى أكمة مُرتفعةٍ , وقال فإن الله أمَرَني أن أبِنيَ ها هنا بيتاً , وبعث الله ريحاً فكشف لهما ما حول الكعبة عن أساس البيت الأول الذي بناه آدم لما أمره ربه لما هبط من الجنة وقال له يا آدم اذهب فابني ليّ بيتاً وطف به واذكرني عنده كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي وضرب جبريل بجناحه الأرض فأبرز لآدم عن أس ثابت بالأرض السابعة السفلى وقذفت إليه الملائكة الصخر وبناه وكان يطوف به والمؤمنين من ولده إلى زمن الطوفان من الغرق فرفع الله البيت وبوأ مكانه لإبراهيم ورفع إبراهيم هذه الأسس قال تعالى { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ } [البقرة: 127 ] فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني ونزل جبريل بالحجر الأسود إلى إبراهيم فوضعه في مكانه الذي عليه وارتفع البناء وجاء إسماعيل بحجر المقام ووضعه لأبيه فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ولم يعينهما أحد في البناء رغم وجود قبيلة جرهم , فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } [البقرة: 127 ] هذا هو الأصل في الطواف بالبيت[36]
فأعادا بناء الكعبة أول بيت وضع للبركة والهدى لعموم الناس بمكة.{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لّلْعَـٰلَمِينَ (96) } (آل عمران: 97)
وأمر الله إبراهيم إن ينادي في الناس فقال تعالى
{ وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً } [الحج 27]
ناد في الناس بالحج داعيا لهم إلى حج هذا البيت الذي أمرناك ببنائه قال يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم , من يسمعني , قال أنت تنادي وعلينا البلاغ فقام على مقامه وصاح فقال يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج ليثيبكم الجنة ويجيركم من عذاب النار وإن ربكم قد إتخذ بيتا فحجوه فتواضعت الجبال أرجاء الأرض حتى تحمل الريح هذا الصوت في كل مكان فأسمع الله من في أرحام النساء وأصلاب الرجال فأجابه كل من آمن ومن كان سبق في علم الله وكتب أنه يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك , ومن أجاب يومئذ مرة حج مرة ومن أجاب مرتين فمرتين([37]) وهذا أصل التلبية في أداء الحج
وهكذا كان لإبراهيم ولآل إبراهيم من محبة الله وعبادته والإيمان به وطاعته ما لم يكن لغيرهم فخصهم الله بأن جعل لبيته الذي بنوه له خصائص لا توجد لغيره وجعل ما جعله من أفعالهم قدوة للناس وعبادة يتبعونهم فيها في السعي ورمي الجمار والذبح والطواف والقبلة[38]
وسكن إسماعيل بمكة مع أبناء جرهم بعد أن تزوج منهم وتعلم لغتهم وتكلم بها وصار أبا لمن بعده من أجيال العرب ، وبعثه الله إلى جرهم والعمالقة الذين كانوا بمكة ، وإلى أهل اليمن فآمن بعض وكفر بعض قال تعالى: {وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ إِسْمَـٰعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَـٰدِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلَوٰةِ وَٱلزَّكَـوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيّاً (55) } (مريم)
وقبض الله نبيه إبراهيم صلوات الله عليه بمكان هجرته من أرض كنعان وهو ابن مائة وخمس وسبعين سنة ، ودفن في المغارة التي بحبرون ([39]) في مزرعة عفرون الحيثى التي اشتراها إبراهيم عند امرأته سارة وتولى دفنه إسماعيل وإسحاق صلوات الله وسلامه عليهم
وزوج إسماعيل ابنته نسمة ([40]) من ابن أخيه العيصو بن إسحاق فولدت له الروم، ويقال لهم بنو الأصفر؛ لصفرة كانت في العيصو. وولدت له اليونان
ولما حضرت إسماعيل الوفاة أوصى إسماعيل إلى أخيه إسحاق، ثم قبض الله إسماعيل إليه وقد عاش مائة وسبعاً وثلاثين سنة ، ودفن إسماعيل في الحجر مع أمه هاجر وكان إسماعيل عليه السلام شكا إلى ربه عز وجل حر مكة، فأوحى الله إليه: إني سأفتح لك باباً إلى الجنة إلى الموضع الذي تدفن فيه. يجري عليك روحها إلى يوم القيامة
ثم ولى أمر البيت من بعد إسماعيل ابنه نابت وخلف ولده بين جرهم وكانوا اثنتي عشر أكبرهم نبت ، ثم قيذار وأدبيل وبسام ومشمع وذوما ومسار وحراه وقيما وبطور ونافس وأن شيعته سكنوا من حويلا وهي جنوب برقة إلى شور وهي أرض الحجاز قبالة مصر من مدخل أثور وأثور بلاد الموصل والجزيرة ، وسكنوا على حذر شيع إخوته .
وأقام ولده بمكة مع أخوالهم جرهم حتى تشعبوا وكثر نسلهم وتعددت بطونهم من عدنان في عداد معد ، ثم بطون معد في ربيعة ومضر وإياد وأنمار بني نزار بن معد ، فضاقت بهم مكة ، على ما نذكره عند ذكر قريش واخبار ملكهم بمكة ، فكانت بطون عدنان هذه كلها من ولد إسمعيل لابنه نابت وقيذار، ولم يذكر نسلاً من ولده الآخرين ، وتشعبت من إسمعيل أيضاً بطون قحطان كلها فيكون على هذا أبا لجميع العرب بعده .
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (111)} يوسف
,[1]قيل أن فرعون مصر هذا كان أخاً للضحاك الملك المشهور بالظلم، وكان عاملاً لأخيه على مصر، ويقال كان اسمه سنان علوان بن عبيد بن عويج بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح.
[2] مسلم , وعند أبي يعلى ’’ أعطي يوسف وأمه شطر الحسن يعني سارة‘‘
[3] ابن حجر في الفتح 3/451 نقله من كتاب التيجان
[4] قال رسول الله : {لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله حين دعي إلى آلهتهم، فقال: «إني سقيم ، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله عن سارة: إنها أختي , ثلاث كذبات كلهن في الله} أنظر البخاري 3358 ورسالة علاج الكذب بتحري الصدق للمؤلف ص 17
[5] مسلم 15/123
[6] ابن حجر في الفتح 3/453
[7] ابن حجر في الفتح 3/453
[8] مسلم
[9] ابن حجر في الفتح 3/453
[10] ابن حجر ذكر من كتاب التيجان أن الملك لما ’’أمر بإدخال إبراهيم وسارة عليه ثم نحى إبراهيم إلى خارج القصر وقام إلى سارة، فجعل الله القصر لإبراهيم كالقارورة الصافية فصار يراهما ويسمع كلامهما‘‘ الفتح 3/454
[11] وهذه البشارة إنما انطبقت على ولده محمد صلوات الله وسلامه عليه؛ فإنه الذي به سادت العرب، وملكت جميع البلاد غرباً وشرقاً، وآتاها الله من العلم النافع والعمل الصالح ما لم تؤت أمة من الأمم قبلهم، وما ذاك إلا بشرف رسولها على سائر الرسل، وبركة رسالته ويمن بشارته وكماله فيما جاء به، وعموم بعثته لجميع أهل الأرض.
[12] و لهذا قال النبي ، صلى الله عليه و سلم : " إذا استفتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً ، فإن لهم ذمة و رحماً " ، يعني ولادة هاجر .
[13] قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة.
[14] وفي البشرة ، ويولد له اثنا عشر عظيماً، وأجعله رئيساً لشعب عظيم.
وهذه أيضاً بشارة بهذه الأمة العظيمة، وهؤلاء الاثنا عشر عظيماً هم الخلفاء الراشدون الاثنا عشر، المبشر بهم فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون اثنا عشر أميراً». «كلهم من قريش». أخرجاه في «الصحيحين» .
وفي رواية: «لا يزال هذا الأمر قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش».
فهؤلاء منهم الأئمة الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ومنهم عمر بن عبد العزيز أيضاً، ومنهم بعض بني العباس. وليس المراد أنهم يكونوا اثني عشر نسقاً بل لا بد من وجودهم.
وليس المراد الأئمة الاثني عشر الذي يعتقد فيهم الرافضة،الذين أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المنتظر بسرداب سامرا وهو محمد بن الحسن العسكري فيما يزعمون فإن أولئك لم يكن فيهم أنفع من علي وابنه الحسن بن علي، حين ترك القتال وسلم الأمر لمعاوية، وأخمد نار الفتنة وسكن رحى الحرب بين المسلمين، والباقون من جملة الرعايا لم يكن لهم حكم على الأمة. في أمر من الأمور وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا، فذلك هوس في الرؤوس، وهذيان في النفوس، لا حقيقة له ولا عين ولا أثر.
[15] البراق دابة الأنبياء تشبه البرق في سرعتها . لسان العرب مادة برق
[16] أي ظاهراً جارياً على وجه الأرض
[17] ” لا تخافي أن ينفد الماء ‘‘ ” لا تخافي على أهل هذا الوادي ظمأ فإنها عين يشرب بها ضيفان الله ‘‘ ” فقالت بشرك الله بخير‘‘ابن حجر في الفتح 3/453
[18] ” أن آدم أول من بنى البيت ، وقيل: بنته الملائكة قبله ‘‘عبد الرزاق , ”بعث الله جبريل إلى آدم فأمره ببناء البيت فبناه آدم ، ثم أمره بالطواف به وقيل له أنت أول الناس وهذا أول بيت وضع للناس ‘‘البيهقي , ”لما كان زمن الطوفان رفع البيت ، وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوأه الله لإبراهيم وأعلمه مكانه ‘‘, ذكر هذه الرواية ابن حجر في الفتح 3/463 , ذكر الروايات وضعفها الألباني في الثمر المستطاب 510
[19] جرهم هو ابن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ، وكان جرهم وأخوه قطورا أول من تكلم بالعربية عند تبلبل الألسن ، وكان رئيس جرهم مضاض بن عمرو ورئيس قطورا السميدع ويطلق على الجميع جرهم , وكانت جرهم يومئذ بواد قريب من مكة , ذكر هذا ابن حجر في الفتح 3/464
[20] حسن هذه الرواية من كتاب النسب ابن حجر في الفتح 3/464
[21] أرض الحجاز
[22] وأيضاً لأن هذا اليوم كان يتزود فيه الحجاج بالماء قبل ذهابهم إلى عرفة
[23] القرطبي 15/104
[24] القرطبي 15/105 , ابن كثير 4/336
[25] القرطبي 15/105
[26] رفعه ابن عباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الشيطان ترجمون وملة أبيكم إبراهيم تتبعون 0 ابن خزيمة 2967 , الحاكم 1/466 وصححه ووافقه الذهبي , وصححه الألباني في الترغيب 1156, والرمي الآن بالترتيب الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى
[27] ابن كثير في قصص الأنبياء عند قصة الذبح
[28] حنبكة 2/316
[29] القرطبي 15/104
[30]هذا الكبش الذي ظل رأسه معلق بقرنيه في ميزاب الكعبة حتى يبس وكانت قريشاً توارثوا قرني الكبش الذي فدي به إبراهيم خلفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل[30] إلى أن بعث الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أول الإسلام
[31] وهذه البشارة اتصلت بهذ الأمة، بل ما كملت ولا كانت أعظم منها في هذه الأمة المحمدية.ويؤيد ذلك قول رسول الله : «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها».
[32] ودفنها إسماعيل ودفن هو معها في حجر إسماعيل
[33] إبراهيم رآها فظة غليظة فأوصاها لإسمعيل بأن يحول عتبة بابه ، فلما قصت على إسماعيل الخبر والوصية قال ذلك أبي يأمرني أن أطلقك فطلقها
[34] قال رسول الله: «اتخذوا الخيل واعتقبوها فإنها ميراث أبيكم إسماعيل».
[35] جاء إبراهيم إلى بيت إبنه فتسهلت له بالإذن وأحسنت التحية وقربت الوضوء والطعام ، فأوصاها لإسماعيل بأني قد رضيت عتبة بابك ، و لما قصت على إسماعيل الوصية قال ذلك أبي يأمرني بإمساكك فأمسكها وولدت له اثنى عشر ولداً ذكراً
[36] وأصل الطواف قبل إبراهيم آدم عليه السلام وقبله صنع الملائكة حول العرش
[37] حسنه ابن حجر في الفتح 3/468 , ابن كثير 3/226 , القرطبي 12/43
[38] ابن تيمية 17/485
بالنسب إلى المراجع في مصادر العزو لهذه القصص فكما تبين معنا لشروح ابن حجر في الفتح وترجيحاته وكذا ابن كثير في تفسيره والقرطبي في تفسيره , مع روايات البخاري 3364 , 3365 لاشتمالهما على قصة أهل بيت إبراهيم جعلتها مشكلة للتميز عن غيرها من الروايات وغيرها من النصوص تركته بدون تشكيل
[39] فيها قبره وقبر ولده إسحاق وقبر ولدولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان بن داود عليه السلام ببلد «حبرون»، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم.
[40] وجاء أن العيصو بن إسحاق تزوج باسمت بنت إسمعيل