![]() |
موضوع الرقية
علاج الشكاوي ( الأمراض ) العامة
روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله
عليه وسلم إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ، نَفَثَ عَلَيْهِ
بِالْمُعَوِّذَاتِ
و روى عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا
اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ. وَيَنْفُثُ.
فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ. وَأَمْسَحُ
عَنْهُ بِيَدِهِ. رَجَاءَ بَرَكَتِهَا. شرح النووي 14/403
قيل للزهري أحد رواة هذا الحديث : كيف ينفث ؟ فقال : كان
ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه .
و في صحيحي البخاري و مسلم و سنن أبي داود و غيرها ، " عن
عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى
الإنسان الشيء منه ، أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه و
سلم بأصبعه هكذا ، ووضع سفيان بن عيينة الراوي سبابته بالأرض ثم رفعها
وقال : بسم الله ، تربة أرضنا بريقه بعضنا ، يشفى به سقيمنا ، بإذن
ربنا " .
و في رواية : " تربة أرضنا وريقة بعضنا " .
قال العلماء : معنى بريقة بعضنا : أي ببصاقه ، والمراد بصاق بني آدم
ريق الإنسان
في كتاب الترمذي " عن علي رضي الله عنه ، قال : كنت شاكياً
فمر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأنا أقول : اللهم إن كان أجلي
قد حضر فأرحني ، و إن كان متأخراً فارفعه عني ، وإن كان بلاء فصبرني ،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف قلت ؟ فأعاد عليه ما قاله ،
فضربه برجله وقال : اللهم عافه ـ أو اشفه ـ شك شعبة ، قال : فما اشكيت
وجعي بعد " . قال الترمذي : حديث حسن صحيح
في صحيح مسلم وكتب الترمذي والنسائي
وابن ماجة بالأسانيد الصحيحة ، " عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه : أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد اشتكيت ؟
قال : نعم ، قال : بسم الله الرحمن الرحيم الله أرقيك ، من كل شيء
يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، بسم الله الرحمن
الرحيم الله أرقيك " قال الترمذي : حديث حسن صحيح
روى مسلم عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى
منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا
شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
وفي صحيح البخاري " عن أنس رضي الله عنه ، أنه قال لثابت
رحمه الله : ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال :
بلى ، قال : اللهم رب الناس ، مذهب البأس ، اشف أنت الشافي ، لا شافي
إلا أنت شفاء لا يغادر سقماً " .
في هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج العام لكل شكوى بالرقية الإلهية
روى أبو داود في سننه من حديث أبي الدرداء ، قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من اشتكى منكم شيئاً ، أو
اشتكاه أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء ، تقدس اسمك ، أمرك في
السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض ، واغفر لنا
حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائك
على هذا الوجع ، فيبرأ بإذن الله "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " حديث حسن رواه أبو داود وغيره . في
العقيدة الواسطية في موضع الأحاديث بصفات الله جل شأنه
و قال ابن عثيمين في أجابته على فتوى عن حكم الرقية قال قد ثبت عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي أصحابه ومن جملة ما يرقيهم به :
(ربنا الله الذي في السماء 000000 ) الحديث مجموع فتاوي محمد بن صالح
العثيمين 1/105
علاج الألم الوجع
إذا اشتكى ألماً في جسده يضع يده على موضع الألم ويقول : بسم
الله ثلاثاً ويقول سبع مرات : " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما
أجد وأحاذر " . ( رواه مسلم ) .
روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص ، أنه شكى إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : " ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم
الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر " ففي هذا العلاج من ذكر الله ، والتفويض إليه ، والاستعاذة
بعزته وقدرته من شر الألم ما يذهب به ، وتكراره ليكون أنجع وأبلغ ،
كتكرار الدواء لإخراج المادة ، وفي السبع خاصية لا توجد في غيرها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم عاد أخاه فيدخل عليه
ولم يحضر أجله فقال : اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي فلاناً
من وجعه سبعاً إلا شفاه الله عز وجل منه .
المسند عن ابن عباس صححه أحمد شاكر 3298 و صحح أيضاً الرواية التالية
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه إلا عُوفي
أحمد شاكر 2182
علاج
القرحة والجرح
في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وغيرهم ، " عن عائشة رضي
الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء
منه ، أو كانت قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا ،
ووضع سفيان بن عيينة الراوي سبابته بالأرض ثم رفعها و قال : بسم الله ،
تربة أرضنا بريقه بعضنا ، يشفى به سقيمنا ، بإذن ربنا " .
و في رواية : " تربة أرضنا و ريقة بعضنا " .
قال العلماء : معنى بريقة بعضنا : أي ببصاقه ، و المراد بصاق بني آدم
ريق الإنسان
قال النووي 14/403
قال جمهور العلماء: المراد بأرضنا هنا جملة الأرض، وقيل أرض المدينة
خاصة لبركتها والريقة أقل من الريق، ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه
على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على
الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح
وقال ابن القيم
وهذا من العلاج الميسر النافع المركب ، وهي معالجة لطيفة يعالج بها
القروح والجراحات الطرية ، لا سيما عند عدم غيرها من الأدوية إذ كانت
موجودة بكل أرض ، وقد علم أن طبيعة التراب الخالص بادرة يابسة مجففة
لرطوبات القروح والجراحات التي تمنع الطبيعة من جودة فعلها ، وسرعة
اندمالها ، لاسيما في البلاد الحارة ، وأصحاب الأمزجة الحارة ، فإن
القروح والجراحات يتبعها في أكثر الأمر سوء مزاج حار ، فيجتمع حرارة
البلد والمزاج والجراح ، وطبيعة التراب الخالص باردة يابسة أشد من
برودة جميع الأدوية المفردة الباردة ، فتقابل برودة التراب حرارة المرض
، لاسيما إن كان التراب قد غسل وجفف ، ويتبعها أيضاً كثرة الرطوبات
الرديئة ، والسيلان ، والتراب مجفف لها ، مزيل لشدة يبسه وتجفيفه
للرطوبة الرديئة المانعة من برئها ، ويحصل به - مع ذلك - تعديل مزاج
العضو العليل ، ومتى اعتدل مزاج العضو قويت قواه المدبرة ، ودفعت عنه
الألم بإذن الله .
ومعنى حديث عائشة أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ثم يضعها على
التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الجرح ويقول هذا الكلام لما فيه
من بركة ذكر اسم الله وتفويض الأمر إليه والتوكل عليه فينضم أحد
العلاجين إلى الآخر فيقوى التأثير.
ولا ريب أن من التربة ما يكون فيه خاصية ينفع بها من أدواء كثيرة ويشق
بها أسقاماً ردية قال جالينوس: رأيت بالاسكندرية مطحولين ومستسقين
كثيراً يستعملون طين مصر ويطلون به على سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم
وظهورهم وأضلاعهم فينتفعون به منفعة بينَّة
قال: وعلى هذا النحو قد يقع هذا الطلاء للأورام العفنة والمترهلة
الرخوة قال: وإني لأعرف قوماً ترهلت أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم
من أسفل انتفعوا بهذا الطين نفعاً بيِّناً وقوماً آخرين شفوا به
أوجاعاً مزمنة كانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكناً شديداً فبرأت وذهبت
أصلا. وقال صاحب الكتاب المسيحي: قوة الطين المجلوب من كبوس وهي جريرة
المصطكي قوة يجلو ويغسل وينبت اللحم في القروح انتهى
وإذا كان هذا في هذه التربات فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض
وأبركها وقد خالطت ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاربت رقيته باسم
ربه وتفويض الأمر إليه انتهى.
الزاد 4/186
عون المعبود 10/265
علاج القروح التي تخرج في الجانبين
في رقية النملة
في حديث أنس الذي في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم رخص
في الرقية من الحمة والعين والنملة .
وفي سنن أبي داود عن الشفاء بنت عبد الله ، دخل علي رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال : " ألا تعلمين هذه رقية
النملة كما علمتيها الكتابة " .
النملة : قروح تخرج في الجنبين ، وهو داء معروف ، وسمي نملة ، لأن
صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه
روى الخلال : أن الشفاء بنت عبد الله كانت ترقي في الجاهلية من النملة
، فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكة ،
قالت : يا رسول الله ! إني كنت أرقي في الجاهلية من النملة ، وإني أريد
أن أعرضها عليك ، فعرضت عليه
فقالت : بسم الله ضلت حتى تعود من أفواهها ، ولا تضر أحداً ، اللهم
اكشف البأس رب الناس ، قال : ترقي بها على عود سبع مرات ، وتقصد مكاناً
نظيفاً ، وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق ، وتطليه على النملة
الحديث رواه مسلم 14/406 و أبو داوود 3887 المسند 6/372 صححه
الأرنؤوط في الزاد ص184
وذكر الشوكاني في معنى رقية النملة أنها كلام كانت نساء العرب تستعمله
يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع . ورقية النملة التي كنت
تعرف بينهن أن يقال للعروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء يفتعل غير أن
لا تعصي الرجل فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة
والتأديب لها تعريضا ، لأنه ألقى إليها سرا فأفشته على ما شهد به
التنزيل في قوله تعالى: "وإذ أسر النبي إلى بعض" الآية.
انظر عون المعبود 10/266
علاج
المحموم
في كتاب ابن السني " عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم دخل على أعرابي يعوده و هو محموم فقال :كفارة
وطهور " .
علاج
البرص والجنون والجذام والبطن والسل زالحمى والنفس
خرج الدرقطني في كتاب المديح من حديث السري بن يحيى
قال : حدثني المعتمر بن سليمان
عن ليث بن أبي سليم عن الحسن عن أبي أمامة "
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ينفع بإذن الله تعالى من
البرص والجنون والجذام والبطن والسل والحمى والنفس أن تكتب بزعفران أو
بمشق يعني المغرة أعوذ بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر
السامة والغامة ومن شر العين اللامة ومن شر حاسد إذا حسد ومن أبي فروة
ومن ولد " ، كذا قال ، ولم يقل من شر أبي قترة العين اللامة : التي
تصيب بسوء تقول : أعيذه من كل هامة لامة ، وأما قوله : أعيذه من حادثات
اللمة فيقول : هو الدهر ويقال الشدة ، والسامة : الخاصة ، يقال : كيف
السامة والعامة ، والسامة السم ، ومن أبي فروة وما ولد وقال : ثلاثة
وثلاثون من الملائكة أتوا ربهم عز وجل فقالوا : وصب بأرضنا فقال : خذوا
تربة من أرضكم فامسحوا نواصيكم ، أو قال : نوصيكم رقية محمد صلى الله
عليه وسلم لا أفلح من كتمها أبداً أو أخذ عليها صفداً ، ثم تكتب فاتحة
الكتاب وأربع آيات من أول البقرة ، والآية التي فيها تصريف الرياح وآية
الكرسي والآيتين اللتين بعدها ، وخواتيم سورة البقرة من موضع " لله ما
في السماوات وما في الأرض " [ البقرة : 284 ] ، إلى آخرها ، وعشراً من
أول آل عمران وعشراً من آخرها ، وأول آية من النساء ، وأول آية من
المائدة ، وأول آية من الأنعام وأول آية من الأعراف ، والآية التي في
الأعراف " إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض " [ الأعراف : 54 ] ،
حتى تختم الآية ، والآية التي في يونس من موضع " قال موسى ما جئتم به
السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين " [ يونس : 81 ] ،
والآية التي في طه ، " وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد
ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " [ طه : 69 ] ، وعشرا من أول الصافات ،و
" قل هو الله أحد " [ الإخلاص : 1 ] ، والمعوذتين ، تكتب في إناء نظيف
ثم تغسل ثلاث مرات بماء نظيف ثم يحثو منه الوجع ثلاث حثوات ثم يتوضأ
منه كوضوئه للصلاة ويتوضأ قبل وضوئه للصلاة حتى يكون على طهر قبل أن
يتوضأ به ثم يصب على رأسه وصدره وظهره ولا يستنجي به ثم يصلي ركعتين ثم
يستشفي الله عز وجل ، يفعل ذلك ثلاثة أيام ، قدر ما يكتب في كل يوم
كتاباً ، في رواية : ومن شر أبي قترة وما ولد ، وقال : ( فأمسحوا
نواصيكم ) ولم يشك وروى البخاري عن عائشة : أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات
فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيده نفسه لبركتها فسألت
الزهري كيف كان ينفث ؟ قال : كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما
وجهه ، وروى مالك عن ابن شهاب عن عروة عن
عائشة : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه
المعوذتين وتفل أو نفث "
علاج
اللمم
" عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن رجل عن أبيه قال : جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه و سلم فقال : إن أخي وجع ، فقال : و ما وجع أخيك ؟ قال :
به لمم ، قال : فأبعث به إلي ، فجاء فجلس بين يديه ، فقرأ عليه النبي
صلى الله عليه و سلم : فاتحة الكتاب ، و أربع آيات من أول سورة البقرة
، و آتيتين من وسطها ، " و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم
* إن في خلق السموات و الأرض " حتى فرغ من الآية ، و آية الكرسي ، و
ثلاث آيات من آخر سورة البقرة ، و آية من أول سورة آل عمران ، و " شهد
الله أنه لا إله إلا هو " إلى آخر الآية ، و أية من سورة من الأعراف :
" إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض " و آية من سورة المؤمنين :
" فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم " ، و آية من
سورة الجن : و " أنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة و لا ولداً " ، و عشر
آيات من سورة الصافات من أولها ، و ثلاثاً من آخر سورة الحشر ، و " قل
هو الله أحد " و المعوذتين " .
قال أهل اللغة : اللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان و يعتريه .
صححه الحاكم باختلاف في السند المستدرك 4 /413
وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح ، " عن خارجة بن الصلت عن
عمه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت ، ثم رجعت فمررت
على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله : إنا قد حدثنا أن
صاحبك هذا قد جاء بخير ، فهل عندك شيء تداويه ، فرقيته بفاتحة الكتاب
فبرأ ، فأعطوني مئة شاة ، فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته ،
فقال : هل إلا هذا ؟ " و في رواية : " هل قلت غير هذا ؟ قلت : لا ، قال
خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق " .
الأرنؤوط قال في تحقيق الأذكار قال: الحافظ ابن حجر حديث حسن
وفي كتاب ابن السني بلفظ آخر ، و هي رواية أخرى لأبي داود
، قال فيها " عن خارجة عن عمه قال : أقلنا من عند النبي صلى الله عليه
و سلم فأتينا على حي من العرب فقالوا : عندكم دواء ؟ فإن عندنا معتوهاً
في القيود ، فجاؤوا بالمعتوه في القيود ، فقرأت عليه فاتحة الكتاب
ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل ، فكأنما نشط من عقال ،
فأعطوني جعلاً ، فقلت : لا ، فقالوا : سل النبي صلى الله عليه و سلم ،
فسألته فقال : كل فلعمري من أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق " .
قلت : هذا العم اسمه علاقة بن صحار ، و قيل اسمه عبد الله .
وفي كتاب ابن السني " عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه
، أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ما قرأت في أذنه ؟ قال : قرأت : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً " حتى
فرغ من آخر السورة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أن رجلاً
موقناً قرأ بها على جبل لزال ".
فتح القدير صحيح ص14 وعزاه للمسند5 /211 و أبو داوود3420،3896
علاج اللدغ
روى الأئمة واللفظ لـ الدارقطني عن أبي سعيد الخدري قال : بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكباً قال : فنزلنا على
قوم من العرب فسألناهم أن يضيفونا فأبوا ، قال : فلدغ سيد الحي ،
فأتونا فقالوا : فيكم أحد يرقي من العقرب ؟ في رواية ابن قتة
: إن الملك يموت ، قال : قلت أنا نعم ، ولكن لا أفعل حتى تعطونا ،
فقالوا فإنا نعطيكم ثلاثين شاة ، قال : فقرأت عليه ( الحمد لله رب
العالمين ) سبع مرات فبرأ ، في رواية سليمان بن قتة عن أبي
سعيد ، فأفاق وبرأ ، فبعث إلينا بالنزل وبعث إلينا بالشاء ، فأكلنا
الطعام أنا وأصحابي وأبوا أن يأكلوا من الغنم ، حتى أتينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فقال : وما يدريك أنها رقية قلت : يا
رسول الله ، شيء ألقى في روعي ، قال : كلوا وأطعمونا من الغنم ، خرجه
في كتاب السنن
المقصود : أن الروح إذا كانت قوية وتكيفت بمعاني الفاتحة ، واستعانت
بالنفث والتفل ، قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة ،
فأزالته.
وفي هديه صلى الله عليه وسلم في علاج لدغة العقرب بالرقية
روى ابن أبي شيبة في مسنده ، من حديث عبد الله بن مسعود
قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، إذ سجد فلدغته عقرب في
إصبعه ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " لعن الله العقرب
ما تدع نبياً ولا غيره " ، قال : ثم دعا بإناء فيه ماء وملح ، فجعل يضع
موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ " قل هو الله أحد " ، والمعوذتين
حتى سكنت
.انظر المشكاة 4567ذكر الألباني في روايتي البيهقي وخص الثانية التي
فيها لدغ النبي صلى الله عليه وسلم صحيح
ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركب من الأمرين : الطبيعي والإلهي ،
فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلمي الإعتقادي ، وإثبات
الأحدية لله ، المستلزمة نفي كل شركة عنه ، وإثبات الصمدية المستلزمة
لإثبات كل كمال له مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها ، أي : تقصده
الخليقة ، وتتوجه إليه ، علويها وسفليها ، ونفي الوالد والولد ، والكفء
عنه المتضمن لنفي
الأصل ، والفرع والنظير ، والمماثل مما اختصت به وصارت تعدل ثلث القرآن
، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال ، وفي نفي الكفء التنزيه عن الشبيه
والمثال . وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال ، وهذه الأصول الثلاثة هي
مجامع التوحيد .
وفي المعوذتين الإستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً ، فإن الإستعاذة من
شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان في الأجسام أو الأرواح ،
والإستعاذة من شر الغاسق وهو الليل ، وآيته وهو القمر إذا غاب ، تتضمن
الإستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهار
يحول بينها وبين الإنتشار ، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر ، انتشرت
وعاثت .
والإستعاذة من شر النفاثات في العقد تتضمن الإستعاذة من شر السواحر
وسحرهن .
والإستعاذة من شر الحاسد تتضمن الإستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية
بحسدها ونظرها .
والسورة الثانية : تتضمن الإستعاذة من شر شياطين الإنس والجن ، فقد
جمعت السورتان الإستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيم في الإحتراس
والتحصن من الشرور قبل وقوعها ، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه
وسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ، ذكره الترمذي في
جامعه وفي هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة .
وقال : ما تعوذ المتعوذون بمثلهما
وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! ما لقيت من عقرب
لدغتني البارحة فقال : " أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله
التامات من شر ما خلق ، لم تضرك " .
اعلم أن الأدوية الطبيعية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من
وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعاً مضراً ، وإن كان مؤذياً ، والأدوية
الطبيعية إنما تنفع ، بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار ، إما أن
تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب
كمال التعوذ وقوته وضعفه ، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ، ولإزالة
المرض ، أما الأول : فكما في الصحيحين من حديث عائشة كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه " قل هو
الله أحد " والمعوذتين . ثم يمسح بهما وجهه ، وما بلغت يده من جسده .
وكما في حديث عوذة أبي الدرداء المرفوع " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم " ، وقد تقدم وفيه : من قالها أول
نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالها آخر نهاره لم تصبه مصيبة حتى
يصبح .
وكما في الصحيحين : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة
في ليلة كفتاه " .
وكما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من نزل
منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شئ حتى
يرتحل من منزله ذلك " .
وكما في سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
في السفر يقول بالليل : " يا أرض ، ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك
وشر ما فيك ، وشر ما يدب عليك ، أعوذ بالله من أسد وأسود ، ومن الحية
والعقرب ، ومن ساكن البلد ، ومن والد وما ولد "
وأما الثاني : فكما تقدم من الرقية بالفاتحة ، والرقية للعقرب وغيرها
مما يأتي .
و في عون المعبود 10/272
وفي التمهيد لابن عبد البر عن سعيد بن المسيب قال بلغني أن من قال حين
يمسي سلام على نوح في العالمين لم يلدغه عقرب انتهى.
علاج لدغة الحية
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقية الحية
قد تقدم قوله : " لا رقية إلا في عين ، أو حمة " ، الحمة : بضم الحاء
وفتح الميم وتخفيفها . وفي سنن ابن ماجه من حديث عائشة :
رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحية والعقرب . ويذكر
عن ابن شهاب الزهري قال : لدغ بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هل من راق ؟ فقالوا :
يا رسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى
تركوها ، فقال : ادعو عمارة بن حزم ، فدعوه ، فعرض عليه
رقاه ، فقال : لا بأس بها فأذن له فيها فرقاه "
قال ابن حجر عند ذكره فزع الناس إلى المعزم وغيره ممن يدعي تسخير
الجن فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله
وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم،
فقال:يقال: إن الحية لعداوتها للإنسان بالطبع تصادق الشياطين لكونهم
أعداء بني آدم، فإذا عزم على الحية بأسماء الشياطين أجابت وخرجت من
مكانها، وكذا اللديغ إذا رقى بتلك الأسماء سالت سمومها من بدن الإنسان،
فلذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة وباللسان العربي
الذي يعرف معناه ليكون بريئاً من الشرك، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب
الله علماء الأمة. ذكره ابن حجر في الفتح 10/ 207
فيفرق بين تعزيم الشرك هذه و بين التعزيم الشرعية ، ففي التعازيم لحيات
البيوت قال صلى الله عليه وسلم (فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا
عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر) مسلم 14/448
و التحريج أي التعزيم أن يقول: «أنشدكن بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان
بن داود أن لا تؤذونا ولا تظهرن لنا» وقال مالك: يكفي أن يقول أحرج
عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدو لنا ولا تؤذينا، ولعل مالكاً أخذ
لفظ التحريج مما وقع في صحيح مسلم فحرجوا عليها ثلاثاً والله أعلم.
وقد أمرنا بقتل الحيات وخاصة ذا الطفيتين والأبتر لقوله صلى الله
عليه وسلم: «اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يستسقطان الحبل
ويلتمسان البصر».والأبتر وذا الطفيتين فإنه يقتل على كل حال سواء كانا
في البيوت أم غيرها
الحيات في جميع الأرض والبيوت والدور يندب لقتلها من غير إنذار، عند
طائفة من العلماء
انظر النووي 14/448
علاج الحرق
روى أحمد عن محمد بن حاطب قال : تناولت قدرا لأمي فاحترقت
يدي ، فذهبت بي أمي إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فجعل يمسح يدي و
لا أدري ما يقول ، أنا أصغر من ذاك ، فسألت أمي ؟ فقالت : كان يقول :
أذهب الباس رب الناس و اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك .
مسند أحمد الجزء :3 الصفحة :418،437،438
وفي رواية قال : وقعت القدر على يدي فاحترقت يدي ، فانطلق بي أبي
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان يتفل فيها و يقول : أذهب
الباس رب الناس.
الجزء :4 الصفحة :259
وفي رواية قال: انصبت على يدي مرقة ، فأحرقتها ، فذهبت بي أمي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيناه وهو في الرحبة ، فأحفظ أنه قال : (
أذهب الباس رب الناس ) ، وأكثر علمي أنه قال : ( أنت الشافي لا شافي
إلا أنت ) .
صحيح ابن حبان كتاب :كتاب الجنائز باب :باب المريض وما يتعلق به رقم
الحديث :2965الجزء :4 الصفحة :274
وانظر المجمع 5/112،113 ذكر الهيثمي روايات ابن حاطب من طرق أحمد و
الطبراني أن رجال الصحيح
علاج الصرع
فتح الباري (5524)
حدّثنا مسدَّدٌ حدَّثنا يحيى عن عُمرانَ أبي بكرٍ قال: حدَّثني عطاءُ
بن أبي رباحٍ قال: قال لي ابن عباس: ألا أُريكَ امرأةً من أهل
الجنة؟ قلت: بَلى. قال: هذهِ المرأة السوداءُ أتتِ النبيَّ صلى الله
عليه وسلم فقالت: إني أُصرَعُ وإني أتكشَّفُ، فادعُ الله لي. قال: إن
شِئتِ صَبرتِ ولكِ الجنة، وإن شِئتِ دَعَوتُ الله أن يُعافِيكِ. فقالت:
أصبرُ. فقالت: إني أتكشفُ، فادعُ الله لي أن لا أتكشفَ، فدعا لها».
حدثنا محمدٌ أخبرنا مَخلدٌ عن ابن جُرَيج أخبرَني عطاء أنه رَأى أمَّ
زُفَرَ، تلك المرأةَ الطويلةَ السوداءَ، على سِترِ الكعبة
هذه المرأة السوداء هى سعيرة الأسدية أم زفر وكانت حبشية صفراء
عظيمة وكان يثني عليها خيراً و قيل أنها ماشطة خديجة التي كانت تتعاهد
النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة
و كان بها المؤتة يعني الجنون وكانت تجمع الصوف والشعر والليف،
فإذا اجتمعت لها كبة عظيمة نقضتها و قيل هي التي نزل فيها «ولا تكونوا
كالتي نقضت غزلها» الآية . وجاء في تفسير النحل أنها امرأة أخرى.
«وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ،
فأتي بمجنونة يقال لها أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ »
الله تعالى قادر أن يشفيها على يدي رسوله صلى الله عليه وسلم لكنه كما
نسى في الصلاة الركعتين وهذا ما هو إلا ليشرع لنا أحكام السهو فكذلك
أراد أن يبن لنا أن الصبر على البلايا يورث الجنة
«فقال: إن يتبعها في الدنيا فلها في الآخرة خير»
لكنها خشيت أن تظهر عورتها وهي لا تشعر.فقالت:«إني أخاف الخبيث أن
يجردني، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق
بها»
قال ابن حجر: وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان
من صرع الجن لا من صرع الخلط. وقد أخرج البزار وابن حبان من حديث أبي
هريرة شبيهاً بقصتها ولفظه «جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت: ادع الله. فقال: إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت
ولا حساب عليك. قالت: بل أصبر ولا حساب علي» وفي الحديث فضل من يصرع،
وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة، وأن الأخذ بالشدة أفضل من
الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة، وفيه
دليل على جواز ترك التداوي، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء
والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير، وأن تأثير ذلك
وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجع
بأمرين: أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي
وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل، والله أعلم.
و إن أذن في أذن المصروع فحسن لأن الشيطان يفر من ذلك انظر فتح
الحق المبين في علاج الصرع و السحر و العين ص112
وانظر البخاري1231 و المسند 3/331 ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان و له
ضراط حتى لا يسمع الأذان ، فإذا قضي الأذان أقبل ، فإذا ثوب بها أدبر )
علاج الصداع
ذكر النووي في الأذكار باب ما يقوله من به صداع أو حمى أو غيرهما من
الأوجاع وقال عن ابنِ عَبَّاسٍ ، «أَنَّ النبيَّ صلى الله
عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الْحُمَّى وَمِنَ الأَوْجَاعِ
كُلَّهَا أَنْ يَقُولَ: بِسمِ الله الكَبِيِر، أَعُوذُ بِالله
العَظيِمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ
النَّارِ»
أحمد شاكر 2729 قال إسناده حسن و الحاكم و صححه 4/414
وذكر النووي أنه ينبغي أن يقرأ على نفسه الفاتحة و قل هو الله أحد و
المعوذتين ينفث في يديه وأن يدعوا بدعاء الكرب
الأذكار ص204
أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس، في قوله: "لو أنزلنا هذا
القرآن على جبل" قال: يقول لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه
تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله، فأمر الله الناس إذا نزل عليهم
القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع. قال: كذلك يضرب الله
الأمثال للناس لعلهم يتفكرون. وأخرج الديلمي عن ابن مسعود وعلي مرفوعاً
في قوله: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل" إلى آخر السورة قال: هي رقية
الصداع. رواه الديلمي بإسنادين لا ندري كيف حال رجالهما.
الرقية لمن تعسر عليها الولادة
روي أن فاطمة رضي الله عنها لما دنت ولادتها أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم أم سلمة و زينب بنت جحش رضي الله عنهن أن تأتيا فتقرأ عندها
آية الكرسي و (إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض ………… ) الآية 54
سورة الأعراف ويعوذاها بالمعوذات
ذكره السدلان في ذكر وتذكير ص56 وعزاه لأبن السني وقال ويؤتى بأحاديث
الكرب
وعن ابن عباس قال إذا تعسر على المرأة ولادتها فليكتب : بسم الله
لا اله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد
لله رب العلمين {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَـمْ
يَـلْبَثُوا إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضحاهَا} ( النازعات 46 )
{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَـمْ يَـلْبَثُوا إلاَّ
سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ
الْفَاسِقُونَ}(الأحقاف 35 )
ونقل أنه يكتب في إناء نظيف فيسقى و ينضح ما دون سرتها ونقل أن
الأمام أحمد كتب للمرأة في جام أو شيء نظيف ابن تيمية
الفتاوى الكبرى 19/64 قال الخلال حدثن عبد الله ابن أحمد قال رأيت أبي
يكتب لامرأة عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف يكتب حديث ابن
عباس
(لا اله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم) (
الحمد لله رب العلمين) {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ }
الآية و {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَـمْ يَـلْبَثُوا } قال
الخلال:أنبأنا أبو بكر المروذي أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال يا أبا
عبد الله تكتب لامرأة تعسر عليها ولادتها منذ يومين فقال :قل له يجيء
بجام واسع و زعفران ورأيته يكتب لغير واحد
والقرطبي ذكر رواية ابن عباس عند تفسير الآية في آخر سورة الأحقاف
وأشار إلى أن هذه الآية أقوى آية في الرجاء
وأمر ابن عباس رجلاً أن يكتب لامرأة تعسر عليها الولادة آيتين من
القرآن وكلمات ثم يغسل وتسقى ذكره ابن القيم في الزاد بدون أن يشير إلى
الآيتين 4/170
وروى ابن السني عن ابن عباس قال (إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناءً
نظيفاً فاكتب عليه {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ }
الآية و {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَـمْ يَـلْبَثُوا } الآية ثم
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصَهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ} يوسف
111ثم يغسله وتسقى المرأة منه وتنضح على بطنها وفي وجها )
انظر فتاوي اللجنة الدائمة ص153 فتوى رقم 143
علاج اللقوة ( ميل إحدى جانبي الوجه )
ذكر البيهقي رواية الطبراني عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال :
رخص رسول الله صلى الله عليه و سلم في الرقية من اللقوة و النملة و
الحمة .
ملحوظة المرض الذي رخص فيه الرقية ولم تحدد صيغة بعينها فإنها تعالج
بما جاء في الأمراض العامة والشكاوي و الأوجاع
اللقوة : أن يتعوج وجهه ولا يقدر أن يغمض إحدى عينيه
حاء ذلك في فقه اللغة ضمن فصل في تفصيل أسماء الأمراض وألقاب العلل
والأوجاع جمعت فيه بين أقوال أئمة اللغة واصطلاحات الأطباء
روى مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر اكتوى من اللقوة ورقي من العقرب
وقد حصر الفقهاء الميت بها ضمن شهداء غير العركة فقال في الإقناع:
والشهداء غير شهيد المعركة بضعة وعشرون ـ المطعون ، والمبطون، والغريق
، والحريق ، وصاحب الهدم وذات الجنب ، والسل وصاحب اللقوة
والصابر في الطاعون ، والمتردي من رؤس الجبال ومن مات في سبيل الله ،
ومن طلب الشهادة بنية صادقة وموت المرابط ، وأمناء الله في الأرض
، والمجنون ، والنفساء ، واللديغ ومن قتل دون ماله ، أو أهله ، أو دينه
، أو دمه ، أو مظلمته ، وفريس السبع ، ومن خر عن دابته . ومن أغربها
موت الغريب
رقية
الخراج والبثور
اللهم مصغر الكبير و مكبر الصغير صغر ما بي كذا في رواية ابن السني
وفي السند " عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ، قالت : دخل علي
رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قد خرج في أصبعي بثرة ، فقال : عندك
ذريرة ، فوضعها عليها و قال : قولي اللهم مطفي الكبير و مكبر الصغير
اطفها عني ، فطفئت " .
المسند 5/370 صححه الأرنؤوط في تحقيق الأذكار صفحة :196
وجزى الله كل خير لعلمائنا ومشائخنا الذين أخذنا عنهم ونقلنا علمهم هذا