![]() |
علاج لدغة الحية
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقية الحية
قد تقدم قوله : " لا رقية إلا في عين ، أو حمة " ، الحمة : بضم الحاء
وفتح الميم وتخفيفها . وفي سنن ابن ماجه من حديث عائشة :
رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحية والعقرب . ويذكر
عن ابن شهاب الزهري قال : لدغ بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هل من راق ؟ فقالوا :
يا رسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى
تركوها ، فقال : ادعو عمارة بن حزم ، فدعوه ، فعرض عليه
رقاه ، فقال : لا بأس بها فأذن له فيها فرقاه "
قال ابن حجر عند ذكره فزع الناس إلى المعزم وغيره ممن يدعي تسخير
الجن فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله
وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم،
فقال:يقال: إن الحية لعداوتها للإنسان بالطبع تصادق الشياطين لكونهم
أعداء بني آدم، فإذا عزم على الحية بأسماء الشياطين أجابت وخرجت من
مكانها، وكذا اللديغ إذا رقى بتلك الأسماء سالت سمومها من بدن الإنسان،
فلذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة وباللسان العربي
الذي يعرف معناه ليكون بريئاً من الشرك، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب
الله علماء الأمة. ذكره ابن حجر في الفتح 10/ 207
فيفرق بين تعزيم الشرك هذه و بين التعزيم الشرعية ، ففي التعازيم لحيات
البيوت قال صلى الله عليه وسلم (فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا
عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر) مسلم 14/448
و التحريج أي التعزيم أن يقول: «أنشدكن بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان
بن داود أن لا تؤذونا ولا تظهرن لنا» وقال مالك: يكفي أن يقول أحرج
عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدو لنا ولا تؤذينا، ولعل مالكاً أخذ
لفظ التحريج مما وقع في صحيح مسلم فحرجوا عليها ثلاثاً والله أعلم.
وقد أمرنا بقتل الحيات وخاصة ذا الطفيتين والأبتر لقوله صلى الله
عليه وسلم: «اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يستسقطان الحبل
ويلتمسان البصر».والأبتر وذا الطفيتين فإنه يقتل على كل حال سواء كانا
في البيوت أم غيرها
الحيات في جميع الأرض والبيوت والدور يندب لقتلها من غير إنذار، عند
طائفة من العلماء
انظر النووي 14/448