![]() |
غض البصر عن الصورة التي نهي عن النظر إليها كالمرأة والأمرد الحسن يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر: الفائدة الأولى حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله فإن
’’ ما ترك عبد لله أمرا لا يتركه إلا لله إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه ‘‘( [101])
الفائدة الثانية يورث نور القلب والفراسة، قال تعالى عن قوم لوط {لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } [ الحجر 72] ، فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب، بل جنونه
فالله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله فمن غض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنس عمله بما هو خير منه, فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة ونحو ذلك مما يُنَالُ ببصيرة القلب.
الفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته، فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة، فإن الرجل الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله, ولذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه، قَالَ الله تَعَالَى: { يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [ المنافقون 8 ]
يأبى الله إلا أن يذل من عصاه. ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ’’ إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ‘‘( [102])
[101] كنز العمال 7287 وعزاه لابن عساكر
[102] الرمذي 464 وحسنه , المعجم الكبير 3/73 , صححه الألباني في الإرواء 429