علاج الانحراف الأخلاقي
مقدمة
الحمد لله القائل { َيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } [النساء 4] والصلاة والسلام على رسول الله القائل ’’ إنما أخشى عيكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ‘‘( [1])
وبعد
فمن دواعي كتابة هذه الرسالة المخاطر التي تواجه العالم الإسلامي من غزو أعداء الإسلام بأفلام الخليعة التي تهدم الأخلاق والدين ويضيع معها حياء الكبير والصغير رجل كان أو امرأة ممن ينجرفون وراء شهواتهم التي توقعهم في مخاطر أخرى عديدة, وقد ذكرنا من مخاطر الانحراف الاخلاقي ما يُُفَطِّن المرء للحذر من توجيه الشهوات في غير ما أمر الله به, ثم ذكرنا أمور تعين المرء في دفع مضار الشهوات عن نفسه وهي تتلخص في حفظ المرء لعورته من الأخرين وحفظ نفسه من عورات الأخرين والتي تُكَوِّن عند من عمل بها وقاية تجعله نادراً أن ينجرف في الانحراف, ثم ذكرنا الأمور التي يعالج بها المرء نفسه إذا ضعفت في الوقاية أو تغلبت عليه نفسه الأمارة بالسوء في تزيين المهالك وذلك من خلال معرفة عواقب هذه المخاطر في الدنيا والآخرة فَتَكُون له رادع يزجره من الخوض فيها فيكون في ذلك علاج نفسه, وبمعرفته أيضاً للأجور التي ينالها في الدنيا والآخرة على تركه لمثل هذه المخاطر تجعل عنده الرغبة في السعي لتحصيلها بكل جهده والبعد عن معوقات التنعم بها وهذا أيضاً من أعظم العلاجات النفسية التي شرعها الله خالق الأنفس الذي أرشدنا لكيفية صلاحها, ونسأل الله تعالى أن يحفظنا وأولادنا ونسائنا بحفظه
كتبها / عبد القادر بن محمد بن حسن أبو طالب
[1] المسند 4/423, البزار في كشف الأستار 132, صححه الألباني في صحيح الترغيب 52