![]() |
إمام أهل الحديث عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود أصله من سجستان، كتب من تاريخ الخطيب هو وأبوه وكان إمام الحديث أحمد بن صالح يمتنع على
المُرْد من رواية الحديث لهم تعفّفاً وتنزهاً ونفياً للمظنة عن نفسه، وكان أبو داوود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له ابن أمرد يحب أن يسمع حديثه وعرف عادته في الامتناع عليه من الرواية فاحتال أبو داود بأن شد على ذَقَن ابنه قطعة من الشعر ليتوهم أنّه ملتحٍ ثمّ أحضره المجلس وأسمعه جزءاً، فأُخبر الشيخ بذلك فقال لأبي داود: أمثلي يُعمل معه هذا؟ فقال له: أيّها الشيخ لا تنكر عليّ ما فعلته واجمع أمردي هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرسْهُ حينئذ من السماع عليك، فاجتمع طائفة من الشيوخ فتعرض لهم هذا الأمرد مطارحاً وغلب الجميع بفهمه ولم يروِ له الشيخ مع ذلك من حديثه شيئاً وحصل له ذلك الجزء الأوّل وكان ليس إلاّ أمرد يفتخر بروايته ( [99])
وهذه القصة تبين لبعض أصحاب الفكر الهدام الذين ينالون من الدين وأهله, أن رجال الدين الإسلامي ليسوا كغيرهم من رجال الأديان الأخرى, بعد أن أبدى أول رجل من أصحاب المكانة الدينية في قومه بالمجاهرة بشذوذه الجنسي رغبته بالزواج من رفيقه في حال تم السماح قانونا باقتران المثليين في بلدته التي يعيشان فيها, رغم بلوغه من العمر 56 عاما، وهو أب لولدين من زواج سابق، ويعيش مع صديقه منذ حوالي 14 عاما, ليتبين حال أهل العلم لديننا الإسلامي في سد الذرائع من المردان ولو كانوا نبغاء في العلم فوقاية الناس من الافتتان بهم يقدم على مشاعرهم واحتياجهم لمصالحهم فدرأ المفاسد وخاصة عن جمع من الناس يقدم على جلب المصالح الخاصة
وقد روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ’’ أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره ‘‘ هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مزوج بتسع نسوة, والوفد قوم صالحون، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب وقد روي عن المشائخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه
وليس لأحد من الناس أن يفعل ما يفضي إلى هذه المفاسد المحرمة، وإن ضم إلى ذلك مصلحة من تعليم أو تأديب, فإن المردان يمكن تعليمهم وتأديبهم بدون هذه المفاسد التي فيها مضرة عليهم، وعلى من يصحبهم، وعلى المسلمين بسوء الظن تارة, وبالشبهة أخرى, بل روي أن رجلاً كان يجلس إليه المردان، فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته. ولقي عمر بن الخطاب شاباً فقط شعره, لميل بعض النساء إليه, مع ما في ذلك من إخراجه من وطنه, والتفريق بينه وبين أهله ( [100])
والأخذ بنهج السلف في التعامل مع المردان ضروري الآن مع غزو وانتشار أفلام الخليعة التي أدت إلى إعجاب الشاب بشاب مثله أو برجل أو بغلام من جنسه أعجاب بلغ محبة عشق له سواء كان معلمه أو تلميذه أو صحبه
كما يحدث في وصف المردان وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك, وتهييج ذلك في القلوب. وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام
وهذه الأفلام تصف المردان بهذه الصفات، وترغب في الفواحش بما يسمع مع المشاهد من أقوال ومنكرات تخرج القلب السليم وتعمي القلب السقيم وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم
ويحدث أيضاً من البنات والنساء محبة العشق وقد لا يتوفر جمال وحسن عند عشاقهم فإن تقدير الجمال المترتب عليه خوف الفساد أمر نسبي ، فكم من أمة سوداء تكون جميلة الأعضاء والتكوين بحيث يفتتن بها البيض ، ثم إنها قد لا تكون كذلك عند هؤلاء ، ولكنها جميلة عند بني جنسها من السود . فالأمر غير منضبط
[99]ذكرها ابن عساكر في تاريخه بإسناد إلى أبي عليّ الحسن بن بندار الزنجاني الشيخ الصالح
[100]ذكرها ابن تيمية في مجموع الفتاوي 32/248