ثانيا: ظنهم أن
مجرد النطق بلا إله إلا الله يكفي لدخول الجنة
ومن الشبه التي يدلي بها عباد القبور اليوم ظنهم أن
مجرد النطق بلا إله إلا الله يكفي لدخول الجنة، ولو فعل الإنسان ما
فعل؛ فإنه لا يكفر وهو يقول: لا إله إلا الله، متمسكين بظواهر
الأحاديث التي ورد فيها أن من نطق بالشهادتين حرم على النار.
والجواب عن هذه الشبهة: أن هذه الأحاديث ليست على
إطلاقها، وإنما هي مقيدة بأحاديث أخرى جاء فيها أنه لا بد لمن قال:
لا إله إلا الله: أن يعتقد معناها بقلبه ويعمل بمقتضاها فيكفر بما
يعبد من دون الله.
كما في حديث عتبان:
(فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه
الله) . وإلا؛ فالمنافقون يقولون: لا إله إلا الله
بألسنتهم، وهم في الدرك الأسفل من النار، ولم ينفعهم النطق بلا إله إلا
الله؛ لأنهم لا يعتقدون ما دلت عليه بقلوبهم.