أخبر تعالى عن أمر لقمان ابنه بالغض من صوته{ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } [ لقمان 19 ] فإن الغض في الصوت والبصر جماع ما يدخل إلى القلب ويخرج منه فبالسمع يدخل القلب
وبالصوت يخرج منه كما جمع العضوين في قوله { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ } [ البلد 9 ] فبالعين والنظر يعرف القلب الأمور، واللسان والصوت يخرجان من عند القلب الأمور هذا رائد القلب وصاحب خبره وجاسوسه وهذا ترجمانه
والشريعة سداً للذريعة عن كل ما يثير الشهوات صوت كان أو صورة نهت عنه و{ ذَلِك أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ } [ النور 30 ] لأن السماع يورث بعض النفاق في قوم والعناد في قوم والتكذيب في قوم والفجور في قوم، وأكثر ما يورث, عشق الصور واستحسان الفواحش وإدمانها ويثقل القرآن على القلب
من مكايد الشيطان عدو الله ومصايده، التي كاد بها, سماع الغناء بالآلات المحرمة، الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقة غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجوراً
والآن الغناء الذي هو في الأصل حرام تطور فلم يكتفوا فيه بفتنة الصوت والكلمات المثيرة ليكون بالفيديو كليب لتنزع المغنية منهم ثيابها قطعة قطعة فيتعرون للمشاهدين مما أدت الفتنة بهم لإفساد الرجال على نسائهم وأصبح هذا المستهدف, صرف الرجال عن نسائهم, فالرجل غدا لا يرى جمال إلا في الفنانة أو الراقصة الفلانية وزهد الرجال في نسائهم وكثر الطلاق بينهم, وهذا كله يدمر الحياة الزوجية فتنهار الأسر وتضيع القيم في المجتمع