المعايير النفسية مع الأخلاق
القدوة في الأخلاق التي أمرنا بها هي خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي أشاد الله بها فقال إنك لعلى خلق عظيم
وعائشة رضي الله عنها قالت كان خلقه القرآن
وقال هو عن نفسه إنما بعثت لأُكمل مكارم الأخلاق
ولذا كان هو المعيار الذي به نعاير أنفسنا
والذي يريد أن يعير أخلاقه يعرضها على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم نبي الهدى صاحب الأخلاق الحسنة هل هو يقتاد بأخلاقه أم لا
هناك معايير إجمالية للأخلاق وهناك معايير تفصيلية
المعيار الإجمالي
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
فعلى هذا يعاير الإنسان نفسه مع حبه لأخيه هل يحب له ما يحب لنفسه أم لا
الإنسان يحب لنفسه دخول الجنة فهل يحب لإخوانه دخول الجنة
الإنسان يحب لنفسه النجاة من النار فهل يحب لإخوانه النجاة من النار وعذابها
الإنسان يحب لنفسه الصلاح والفلاح فهل يحب لإخوانه ذلك
الإنسان يحب لنفسه البعد عن صحبة السوء فهل يحب لإخوانه البعد عن السوء
الإنسان يحب لنفسه أن يكون في عافية من المخدرات فهل يحب لإخوانه أن يكونوا في عافية من المخدرات وسائر المنكرات
فإن كان يحب لأخيه ما تحب لنفسه فهو في خير ونعمة وعلى خلق حسن
إن كان يحب لنفسه هذه الأمور ولا يحبها لإخوانه فليحذر هذا وليعدل مساره في الأخلاق لأن ذلك يدل على ضعف الإيمان فإن الإيمان مرتبط بالأخلاق كلما كان المرء إيمانه قوي دل ذلك على حسن خلق وكلما ضعف إيمانه دل على أنه ليس على الجادة في الخلق فليسعى لتحسين أخلاقه لتقوية إيمانه
عند معايرة الإنسان أخلاقه في الأمور التي يحبها فهل يحب لأخيه ما يحب لنفسه يكون هذا في خير
والمقصود بالأمور التي يحبها الإنسان ويحب أن تكون لإخوانه مثلها هي الأمور التي فيها طاعة وترضي الله وليس الأمور التي فيها معصية
فالحذر من الوقوع في المعصية ويظن أنها محبة كالذي يحب المردان أو المخدر فهذه ليست محبة هذه آثام
فالمحبة التي يحبها لنفسه ويحبها لغيره هي محبة في الخير فالخير هو المربط
المعيار التفصيلي
يعير المرء نفسه عندما يتعرض لانفعالات غضبية من الآخرين هل هو يجبح جماح نفسه ويكظم غيظه أم يسير وراء غضبه
يعير نفسه مع إساءة الآخرين له هل هو يعفو عن الناس أم يريد أن ينتقم لنفسه هل يقابل الإساءة بالحسنى
عندما يجد نفسه من اللذين يتبعون الإساءة بالحسنى فهو على درجة عالية من الأخلاق عندما يقابل الإساءة بالعفو فهو من العافين عن الناس
يكون مع الآخرين على نفسه فيعفو وخاصة مع الجار
عندما لا يظلم الآخرين فهو يتحلى بخلق حسن
عندما يعطي جاره فهو كريم يتحلى بالأخلاق الحسنة
كيفية معيار الإنسان نفسه هو أن كان مع الآخرين على نفسه عندها يكون قد تحلى بالأخلاق الحسنة
فيقس الإنسان أخلاقه على هذا خلق خلق
يقيس الإنسان أجمالي أخلاقه فإن كان فيها مع الآخرين على نفسه فهو صاحب أخلاق حسنة فيزيدها وينميها لأنها تأمره بالعطاء والإكرام للغير فيقسها في الجود والكرم والعطاء والصبر والرحمة
وإن كان مع نفسه على الآخرين فهو يحتاج إلى تقويم أخلاقه وتهذيبها لأنها تأمره بالشح والبخل على الآخرين