قواعد محاسبة النفس
• السعي للمحاسبة في الدنيا لتخفف حساب الآخرة
• قواعد المحاسبة
العلم
حسن الظن في الله وليس بالنفس
إدراك الفرق بين النعمة والنقمة
• الأمور التي يحاسب فيها الإنسان نفسه
الحساب
الأول عن الصلاة حق الله في العبادة
الحساب
الثاني عن النعم التي يتنعم بها الإنسان
o
العمر
o
الشباب
o
المال
الحساب الثالث عن
سلوكه تجاه الآخرين
هدف طرح الموضوع
الداعي لعرض الموضوع
تدخلات
توصية
المشاركات
السعي لتخفيف حساب
الآخرة هو الداعي لمحاسبة النفس في الدنيا
حاسبوا أنفسكم في الدنيا قبل أن تحاسبوا في الآخرة، لتنظروا
ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم
الله تعالى يوجهنا لذلك بقوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ َ(18)
الحشر
لينظر أحدكم أي شيء قدم لنفسه، عملا صالحًا ينجيه أم سيئًا
يوبقه
لأن المحاسبة في الدنيا، تخفف على صاحبها محاسبة الآخرة، كما
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا
للعرض الأكبر وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في
الدنيا)
وكلما كان العبد دقيقاً واضحاً في محاسبة نفسه هان عليه الوقوف
يوم العرض الأكبر
وهذا يستدعي معرفة كيفية المحاسبة وقواعدها
قواعد المحاسبة
معرفة القواعد التي
تنبني عليها المحاسبة لابد منها حتى يتمكن الإنسان من أن يفرق بين
سلوكه الذي يحتاج أن يقومه ويهذبه والسلوك الذي يحتاج أن ينميه ويزيده
ومن هذه القواعد
العلم
حسن الظن في الله وليس بالنفس
إدراك الفرق بين النعمة والنقمة
العلم
هذه هي القاعدة الأولى في المحاسبة وهي العلم إذ لابد للإنسان
من معرفة الحلال والحرام والخير والشر والطاعة والمعصية. والله عز وجل
قد أخبر أن هناك فرق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون{قُلْ هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (9)} لأن
هذا سيترتب عليه تقدير الأمور فإن مقاييسه وترجيحاته وتصوراته للأمور
مبنية على معرفته فإن لم يكن عنده علم في الأشياء التي سيحاسب نفسه
عليها فالخطأ عنده وارد ويظن أنه على صواب فيقع في ضلال وهو يحسب نفسه
على أعمال حسنة {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمَالًا(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104) } [الكهف].
فلا بد من العلم بالأمور التي سيحاسب نفسه عليها لأن تصرفاته
تنبع وتنتج من نمط فكره المبني على معرفته
والعلم بداية المحاسبة وأساسها وبدون علم لا تكون محاسبة
حسن الظن في الله
وليس بالنفس
• هذه هي القاعدة الثانية التي يحتاج إلى تطبيقها
من يريد أن يحاسب نفسه إذ لابد للإنسان أن تكون ثقته وحسن ظنه بالله
وليست ثقته وحسن ظنه بنفسه بل نفسه يسيء الظن فيها ها هو إبراهيم عليه
السلام أبو الأنبياء وإمام التوحيد يخبر الله عنه أنه كان يقول في
دعائه { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) }
يخشى على نفسه من خطورة الشرك ولم يحسن ظنه بنفسه ويقول أنا خليل
الرحمان أعرف أبعد عن نفسي الشرك مع أنه أكثر وأعرف خلق الله بالشرك
وكيفية الوقاية منه لكن حسن ظنه هو في الله وليس في نفسه ولذلك طلب من
الله أن يصرف عنه الشرك
• إذا ً لابد للإنسان أن ينتبه لهذا الركن وهو
يحاسب نفسه أن يكون حسن ظنه بالله وليس حسن ظنه بنفسه
• فإن الذي يحسن الظن بنفسه لا يحاسبها إذ كيف
يحاسبها وهو يظن أنها نفس تقية قائمة لله بحقوقه وواجباته فهو بذلك
غافل عن المحاسبة بعيد عنها
• وينظر من يريد أن يحاسب نفسه إلى حال هذا الذي
يمن على الله بصيامه وصلاته وزكاته ويقول ألست أصلي ألست أصوم ألست
أزكي ألست أعطي حقوقي ففيم التشديد عليّ، ساعة لربي وساعة لقلبي ويمنن
بأداء عبادته لله فيستكثرها عليه ويدخل نفسه في الآية {وَلَا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ (6)}
• ويقارن بين حاله هذا وحال من يقضي ليله يصلي
لرب العالمين حتى إذا جاء الثلث الأخير تفرغ للاستغفار , لماذا يستغفر
من أي شيء يستغفر إنه قضى ليله بين يدي رب العلمين يصلي لكنه يستغفر
لأنه يشعر أنه مقصر لم يعبد الله حق عبادته لأنه يعرف قدر نفسه ويعلم
قدر الله الذي يتفرغ لعبادته كل من في السماء قال صلى الله عليه وسلم
{أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا ملك واضع جبهته ساجدا
لله }
• فهذا حاله يدخله في ثناء الله
{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)} الذاريات
• ويكون ممن قال الله فيهم
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (60)
المؤمنون
• هذه الآية ظنت عائشة رضي الله عنها أن المراد
بها أصحاب المعاصي، يعصون الله ثم يخافون أن تؤثر معاصيهم على قبول
أعمالهم الحسنة. فقالت: يا رسول الله أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون
قال صلى الله عليه وسلم : (لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون
ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك يسارعون في
الخيرات)
• فهذا حال المؤمنين المتقين، يخافون أن ترد
أعمالهم ويخافون أن لا تقبل صلاتهم وصيامهم وزكاتهم، يخافون لا لأنهم
موسوسون، ولكن لأنهم يعرفون قدر أنفسهم ويعرفون قدر ربهم عز وجل قبل
ذلك. فأيقنوا أن أعمالهم مهما بلغت من الإتقان والكمال، فإنها لا تصلح
أن تقدم بين يدي الكبير المتعال سبحانه وتعالى.
• فالإنسان وهو يحاسب نفسه يقارن بين حال أمثال
هؤلاء المتقون وبين حاله
• وعندما يطبق هذه القاعدة على نفسه فيما تحاسب
نفسه فيه يكن على وجل من ربه فعندها يستصغر نفسه ويحتقر عمله ولا يجد
حسن ظن فيها بل يحسن الظن في الله حتى يجده عند ظنه
إدراك الفرق بين
النعمة والنقمة
• هذه هي القاعدة الثالثة التي يحتاجها من يريد
أن يحاسب نفسه وهي إدراك الفرق بين النعمة والنقمة إذ لا بد للإنسان
الذي يحاسب نفسه أن يدرك الفرق بين النعمة والنقمة وهذا أمر سهل ليس
بالصعب عندما يعرض الأمر الذي يكون عليه الحساب هل استخدامه يتم في
الخير ومعين على البر فيكون نعمة أو في الشر فيكون نقمة تأول به لعذاب
الله
• مثلاً الفراغ في وقته بماذا يشغله هل يستغله في
عمل صالح في الدين أو الدنيا فيكون بذلك نعمة عظيمة تنفع في الآخرة
• أم أن هذا الوقت يضيعه بالعكوف على الفضائيات
في مشاهدة المسلسلات وما فيها من خليعة وانحرافات أو في النوم والكسل
ويكون بذلك تحول الفراغ إلى نقمة يجد تبعاتها يوم القيامة وعندها
الحسرة والندامة على الغبن الذي حول به الفراغ من نعمة إلى نقمة
((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ)).
• الصحة أو العافية التي منحه الله إياها هل تسخر
في الطاعات والقربات فتكون له نعمة يجد الثواب عليها يوم الحساب
• أم تفنى هذه الصحة في المعاصي والموبقات وتعاطي
المخدرات فتكون وبالاً ونقمة وفي الآخرة عذاب شديد
• فلابد في محاسبة العبد نفسه من معرفة هذه
القاعدة
• وبعد إلمام من يريد محاسبة نفسه بهذه القواعد
يكون تهيئ للانتقال إلى الأمور التي يحاسب نفسه فيها