كيفية محاسبة النفس
محاسبة
النفس في أمور
يحاسب عليها العبد يوم القيامة
• يسأل سائل كيف نحاسب أنفسنا حتى نصلح سلوكنا
سؤال عظيم إجابته أسهل ما يكون
• وهو أن يسأل الإنسان نفسه أسئلة في أمور يجيب
عليها ليقيم حاله بالإجابات عليها فالذي يحاسب نفسه ويردعها ويأطرها
على الحق أطراً يهون عليه الحساب يوم القيامة
• ومضمون هذه الأسئلة مقايسة بين ما أوجب الله
على عبده من عبادات وطاعات ومدى استجابة العبد لأوامر ربه فيها ومقايسة
بين نعم الله عز وجل على العبد وفعل العبد تجاه هذه النعم
• هذه الأسئلة نفسها التي يُسأل عنها يوم الحساب
يوم العرض على رب العباد وهي السؤال عن العبادة التي هي حق الرب عليه
وعن النعم التي انعم الله بها عليه وعن سلوكه تجاه حقوق الآخرين التي
أوجبها الله عليه ماذا فعل في هذه الأمور
• لذا نبدأ بما سيبدأ به الحساب يوم القيامة
الحساب الأول عن
الصلاة
• فقد قال صلى الله عليه وسلم (أول ما يحاسب عليه
العبد يوم القيامة الصلاة)
• هذا هو الحساب الأول أن يسأل الإنسان نفسه عن
الصلاة هل يؤدي الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها وصفتها الصحيحة فإن
كانت الإجابة غير مرضية ينظر أين الخلل ويبدأ في تصحيحه مستعيناً بالله
وإن كانت الإجابة مرضية أنتقل إلى سؤال أخر عنها عن وقت ومكان أدائها
• هل يؤديها في وقتها هل يؤديها في الجماعة ؟ فإن
كانت الإجابة بلا فيحتاج إلى توبة وعقد العزم على التصحيح
وإن كانت الإجابة بنعم فينتقل إلى الحساب الثاني في النعم
الحساب الثاني
في النعم
• هذا الحساب الثاني السؤال عن النعم التي كما
وردت في النصوص
• النعم التي أعطيت لنا كالعمر والشباب والمال
والتي لا تتخطى أقدامنا من عرصات يوم القيامة إلى جنة أو نار حتى نسأل
عنها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدم عبد يوم
القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن
ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه )
• السؤال عن العمر
• السؤال عن الشباب
• السؤال عن المال
السؤال عن العمر
• الذي يريد المحاسبة يسأل نفسه عن وقته الذي هو
ساعاته وأيامه وشهوره وسنواته إنها عمره في ماذا أفناه هل أفنى عمره
فيما يرضي الله في العمل الصالح والطاعات والابتعاد عن المنكرات فإن
كانت الإجابة بلا فعليه بالتوبة فإن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء
الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار وإن كانت الإجابة مرضية
فالحمد لله يزيد ملئه بالخيرات ثم ينتقل إلى السؤال عن نعمة الشباب
الشباب
• الإنسان عليه أن يسأل نفسه عن شبابه فترة قوته
هل قضاه في طاعة الله أم في معصية الله
• هل أبلاه في الخوف من الله وعذابه ورجاء النجاة
من ناره والفوز بالجنة وعمل من الطاعات ما يبلغه ذلك فإن كانت الإجابة
مرضية فالحمد الله نجح في الامتحان أن شبابه يبلى في هذه الأعمال
الصالحة وأمثالها
• أما إن وجد شبابه قد أفناه في غير الطاعات في
معاصي أو منكرات كزنا ولواط ومخدرات وغيرها مما يغضب الله فعليه
بالتوبة ثم ينتقل إلى السؤال عن ماله
السؤال عن المال
• الإنسان عليه أن يسأل نفسه عن ماله هل اكتسبه
من حلال بيّن أم من شبه أم من حرام
• اكتسبه من تجارة حلال ليس فيها غش ولا خداع
• أم من الراتب على عمله يسأل نفسه هل يؤدي عمله
كما ينبغي أم لا يحسن أدائه ولا يقدم الخدمة التي من أجلها تم تعاقده
على هذا العمل ويسأل نفسه على مدى محافظته على وقت العمل أم هل هو كثير
التزويغ والانسحابات بغير عذر مدعياً الأعذار والمرض فإن كانت إجابته
غير مرضية فيبادر بالإصلاح حتى لا يكون في راتبه شبه في استحقاقه لأنه
يُطعَم ويُطعِم منه أولاده فلينتبه
• فإن كان عنده خلل أو لم يشعر بشبهاته فيستبرئ
لدينه
• ماله مصدر كسبه هل هو ممن يدخل عليه القروض
الربوية
• وربما لا يريد الالتزام بأقساط الديون ويسأل عن
سدادها إذا انتهى عقده هل هو مطالب بسدادها أم لا فإن كان كذالك
فليتخلص من الربا لا يوقع نفسه في حرب من الله لا يقدر عليها
• ماله هل اكتسبه من حرام كترويج مخدرات والحيل
المنكرات
• وإن كانت الإجابة مطمئنة فينتقل إلى السؤال
الذي بعده
• فيما ينفقه هل في إسراف دون مراعاة مشاعر
الآخرين مما يؤدي إلى جرح مشاعر الفقراء والمحتاجين أم ينفقه قربة
وطاعة لله أو هو ينفقه في حرام في الجري وراء الزنا واللواط والمخدرات
فإن وجد من نفسه اقتراف لشيء من هذه فعليه التوبة وتصحيح الغلط وإن
كانت الإجابة مطمئنة فعليه الانتقال للحساب الذي بعده السؤال عن حقوق
الآخرين
الحساب الثالث في
حقوق العباد
• حان وقت حساب الإنسان لسلوكه مع الآخرين
بالسؤال عن حقوق الآخرين عليه من زوجة وآباء وأبناء وأقرباء وأصدقاء
وغيرهم من البشر
• هل هو يتبسم في وجوههم هل هو طلق الوجه لهم هل
هو يتكلف الكلمة الطيبة لهم أم هو يهينهم بالسب والشتم ويؤذيهم في
عرضهم بالمعاكسات أو بإدخالهم أو إدخال عليهم المنكرات
• إن كانت إجابته غير مرضية فيتخلص من هذه
المظالم بالتوبة ويبرئ ذمته ويتححل من المظالم ويسترضي أصحابها قبل أن
يتكالبوا على حسناته يوم القيامة فقد قال صلى الله عليه وسلم {أتدرون
من المفلس فينا قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال المفلس
فينا من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وسب هذا
وضرب هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت
حسناته أخذ من سيئاته فطرحت عليه فطرح في النار}
• فليستدرك ما فاته ولا ينتظر أن يأتي عليه يوم
عند رب المظلومين والناس تتكالب على حسناته على صلاته وصيامه وأعماله
الصالحة ليأخذوها ويعطوه سيئاتهم ويطرح في جهنم
وهكذا
تكون طريقة محاسبة النفس كما تبين في هذه الأمور وفي غيرها