المعايير النفسية مع مجالس الذكر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد
فلما وقفا الأثنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم
وأما الآخر فأدبر ذاهبا
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم عن النفر الثلاثة
أما أحدهم فأوى إلى الله فأواه الله
وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه
وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه
فأصناف الناس مع مجالس الذكر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال الثلاثة هم
الصنف الأول مقبل على مجلس الذكر كما فعل الأول من أول وهلة أوى إلى الله برغبة في الذكر وباحث عنه ومثله الله يؤويه إليه بضمه لرحمته وحمايته
وهذا الصنف أعظمهم وهذا في نعمة عظيمة يستحق الشكر عليها
الصنف الثاني لا يمانع من حضور مجلس الذكر أن تم دفعه له فيستحي أن يتركها وهذا يستحي الله من أن يحرمه من أجر الصنف الأول لأنه جليسهم وما فيه من الإكرام لهم في جليسهم فيضمه الله لرحمته
هذا الصنف عنده ضعف في الإقبال على مجالس الذكر ليس ممن يسأل عنها لكن الحمد لله فيه الخير إن سأل الله أن يجعله من أصحاب الإقبال من أول وهلة على مجالس الذكر سيوفق لذلك بمشيئة الله
الصنف الثالث معرض عن الذكر وهذا الذي ينفر من هذه المجالس والله تعالى يعرض عنه فيحرمه من رحمته وحمايته ويسخط عليه فالجزاء من جنس العمل
وهذا عليه أن يحذر من الاستمرار في إسخاط الله عليه بالإعراض وعليع أن يتوب من ذلك