من شروط الصلاة ستر العورة
من شروط الصلاة ستر العورة لقوله تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله في الثوب (( إن كان ضيقاً فاتزر به
وإن كان واسعاً فالتحف به )) .وقال صلى الله عليه وسلم فيما
رواه أبو هريرة – رضى الله عنه : (( لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد
ليس على عاتقه منه شئ)) وهذا يدل على أنه يجب الإنسان أن يكون متستراً
في حال الصلاة ، وقد نقل ابن عبد البر – رحمه الله – إجماع العلماء على
ذلك ، وأن من صلى عرياناً مع قدرته على السترة فإن صلاته لا تصح.وفي
هذا المجال قسم العلماء العورة إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول : مغلظة
القسم الثاني : مخففة
القسم الثالث : متوسطة
فالمغلظة : عورة المرأة الحرة البالغة قالوا : إن جميع بدنها عورة في الصلاة إلا وجهها واختلفوا في الكفين والقدمين والمخففة : عورة الذكر من سبع سنين إلى عشر سنين ، فإن عورته الفرجان ، القبل والدبر ، فلا يجب عليه أن يستر فخذه لأنه صغير
والمتوسطة : ما عدا ذلك قالوا : فالواجب فيها ستر ما بين السرة والركبة فيدخل في ذلك الرجل البالغ عشراً فما فوق ، ويدخل في ذلك المرأة التي لم تبلغ ، ويدخل في ذلك الأمة والمملوكة ، ومع هذا فإننا نقول للمشروع في حق كل إنسان أن يأخذ زينته عند كل مسجد ، وأن يلبس اللباس الكامل ، لكن لو فرض أنه كان هناك خرق في ثوبه على ما يكون داخلاً ضمن العورة فإنه حينئذ يناقش فيه هل تصح صلاته أو لا تصح ؟ إذ أنه يفرق بين اليسير والكثير ، ويفرق بين ما كان على حذاء العورة المغلظة كالفرجين ، وما كان متطرفاً ، كالذي يكون في طرف الفخذ وما أشبه ذلك ، أن يكون في الظهر من فوق الآليتين ، أو في البطن من دون السرة وفوق السوأة ، المهم أن كل مكان له حظه من تغليظ العورة
ثم إن المرأة إذا كان حولها رجال غير محارم فإنه يجب عليها أن تستر وجهها ولو في الصلاة ، لأن المرأة لا يجوز لها كشف وجهها عند غير محارمها
ومن المناسب التنبيه على مسألة يفعلها بعض الناس في أيام الصيف : يلبس سراويل بصيرة ، ثم يلبس فوقها ثوباً شفافاً يصف البشرة ويصلي ، فهذا لا تصح صلاته ، لأن السراويل القصيرة التي لا تستر ما بين السرة والركبة إذا لبس فوقها ثوباً خفيفاً يصف البشرة فإنه لم يكن ساتراً لعورته التي يجب عليه أن يسترها في الصلاة ، ومعنا قولنا : (( يصف البشرة )) أي يبين من وراءه لون الجلد هل هو أحمر ، أو أسود ، أو بين ذلك