الذي ينكح فيه الرجل على قارعة الطريق بمخاطره
عن أبو ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ’’ إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة وكثر المال وعظم رب المال لماله وكثرت الفاحشة وكانت إمرة الصبيان وكثر الفساد وجار السلطان وطفف في المكيال والميزان ويربى الرجل جرو كلب خير له من أن يربى ولدا ولا يوقر كبير ولا يرحم صغير ويكثر أولاد الزنا حتى إن الرجل ليغش المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذاكم الزمان لو اعتزلتم عن الطريق يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن ‘‘ ( [13])
من أعظم المخاطر أن بعض المسلمين ممن سافر للبلاد التي بها إباحات جنسية وشاهدوا ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ممارساتهم في السيارات على قارعة الطريق دون إنكار عليهم ولا ملامة, بل لومهم ينصب على من ينظر لهم ولا يقدر لمعنى حرياتهم التي هي في حقيقتها تحرر من طاعة الله لطاعة الغريزة والشيطان وهؤلاء المسلمين في عودتهم من هذه البلاد بدلاً من أن يزدادوا إيماناً بمعجزات نبيهم الذي أخبر بما تحقق, تجدهم يعودون بكل انبهار لما عندهم من خليعة ويريدون أن يحققوها في بلادهم التي يتهموها بالتخلف والتحجر لتمسكها بالدين وقد أتوا لها بالحضارة والتقدم في زعمهم
إن هذه النوعية من البشر إن ترك لها الأمر لحققت ما انبهرت به ولجلبوا للبلاد الشر والفساد, فإنهم يدعوا بكل جرأة إلى التحرر من قيود الدين على زعمهم ويريدون أن يندفع المسلم وراء أهل الفجور الذين لم يكتفوا بزنا المحارم فتنوعوا لإتيان الحيوان ظناً أن فيها استثارة أزيد لشهواتهم, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ملعون من وقع على بهيمة وقال اقتلوه واقتلوها, لا يقال هذه التي فعل بها كذا وكذا‘‘’’ لعن الله من وقع على بهيمة‘‘ ([14])
’’ قيل لابن عباس ما شأن البهيمة قال ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا ولكن أرى رسول الله كره أن يؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذلك العمل ‘‘([15])
وقال ابن عباس ’’لئلا يعير أهلها بها ‘‘([16])
وقال السيوطي لعل حكمة قتلها خوفاً أن تأتي بصورة قبيحة يشبه بعضها ادمي وبعضها البهيمة
والعاهرة منهم بكل فجور تمكن الكلب من نفسها دون أن تخشى أن يقال هذه التي فعل بها كذا ودون أن تخشى الفضيحة على أهلها وقد خشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعير البهيمة أن يقال فعل بها كذا وكذا أو يعير أهلها بها فمثل هذه لوقوعها في لعنة الله لا تخشى أن تأتي بمولود قبيح الصورة نصفه منها ونصفه من الكلب
وكره الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتفع بالبهيمة وقد عمل بها ذلك العمل, وهذه الفاجرة أعداء الله يمكنوها من تصوير هذه المشاهد لتنشرها على الفسقة لتموت فيهم الفطرة السليمة
فكيف للمسلم صاحب الفطرة الإسلامية أن يعرض نفسه لمشاهدات بهذا القبح والفساد الموجود في أفلام الخليعة
ولذا أفضل وقاية للمسلم ألا يعرض نفسه للمشاهدة الأولى لمثل هذه الأفلام وخاصة عندما يدخل على شبكة الإنترنت وظهرت له صورة فجأة فيها إباحة فليحذر أن يدخل عليها فإن أصحاب هذه المواقع سيهجمون عليه ولا يستطيع وقفهم إلا بتغير بياناته والتليفون الذي يدخل به أما إن تحفظ من الفضول والتتبع لهذه الصور فإنه يسلم, والحمد الله أن في بلاد الحرمين حماية من هذا الفساد لا تتوفر في بلد أخرى
[13] الطبراني في الأوسط 4860
[14] السنن الكبرى 8/233 , 4/322 , الحاكم 8052 وصححه , الطبراني في الكبير 11/318 , صححه الألباني في الصحيحة 3462
[15] الترمذي 1455, الألباني في صحيح سنن الترمذي حسن صحيح 1455
[16] كنز العمال 13646