إن أعداء الله قد جمعوا في أفلامهم
التي يبثوها لإفساد المسلمين بين الرجال ومحارمهم من أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم, وجمع بين الأمهات وبناتهن, بطرق عرض مسموعة بقصص تثير عند سامعها أو مشاهدها الرغبات والشهوات, ليهدموا بها في نفوس البشر تعظيم الحرمات التي بينها الله تعالى بقوله {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَـٰتُكُمْ وَبَنَـٰتُكُمْ وَأَخَوَٰتُكُمْ وَعَمَّـٰتُكُمْ وَخَـٰلَـٰتُكُمْ وَبَنَاتُ ٱلأَْخِ وَبَنَاتُ ٱلاُْخْتِ وَأُمَّهَـٰتُكُمُ الْلاَّتِى أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَٰتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَـٰتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ ٱللَّـٰتِى فِى حُجُورِكُمْ مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱللَّـٰتِى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَـٰئِلُ أَبْنَآئِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنْ أَصْلَـٰبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ ٱلاُْخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء 23] فأعداء الله يعلمون أن تعظيم حرمات الله قوية في نفوس المسلمين حتى في نفس من جرى ورائهم تحركاً من ثوران شهوته فإنه مسلم وفيه خير ولا يرضى بالفساد لنفسه ولا لمحارمه ولا لأبناء المسلمين
المسلم يعلم أن الشريعة نهت الرجل الذي يتزوج من امرأة أن يتزوج أمها سواء معها أو بعدها , الزواج الذي هو الغطاء الشرعي لعملية الوطء, فإن معرفته بهذه المسلمات تجعله يدرك خطورة أفلام الخليعة وهي تعرض رجل مع امرأة وأمها في وقت واحد في حرام, إن ذلك يشعره بالنفور أو يقشعر بدنه مهما تغلبت عليه نزواته التي قد تدعوه لمشاهدة مثل هذا الفجور فإن فطرته السليمة تجعله يأبى مشاهدة مثل هذه الخليعة التي تجره لفساد خلقه ودينه
ولو كان ممن جرته نزواته لمشاهدة مثل هذه الخليعة فإن فطرته السليمة تجعله يقرر ألا يرجع لمشاهدتها مرة أخرى, لأنه يعلم أن أعداء الله وهم يبثوا لنا هذا الانحراف الجنسي الهدام يقصدون به هدم الشرائع الربانية في نفس من يطاوعهم ويشاهد ما عندهم
إن أعداء الله وهم يستغلون ضعف المسلم الذي يجري وراء نزواته وشهواته يقدمون له القبح في صورة ممارسات على تعدد حرماتها التي يرغبوا في أن يوقعوه فيها حتى يغضب الله عليه ويعاقب بشؤم المعصية وما فيها من عذاب نفسي قد يهدم حياته
لكن المسلم العاقل لا يرضى لنفسه أن يشاهد رجل ينكح أمه, لأنه يخشى على نفسه من هذه المشاهدات أن يتولد عنده بلادة في الإحساس واستهانة بالحرمات ثم ينتقل إلى التجربة بنفسه ليقع على أمه, لا يستغرب عاقل أن الفسق يؤدي بالمرء لكل هذا, ألم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ’’ شارب الخمر يقع على أمه وخالته وعمته ‘‘( [9]) نعم قد يفعل شرب الخمر هذا دون مشاهدة خليعة, فكيف تعمل هذه الأفلام التي وجهت لثوران الشهوة ولها تأثير قوى في ترغيب مشاهدها لإيقاع مثل هذه المشاهد الإباحية
وتأثير مشاهدة الخليعة وقت ثوران شهوة الإنسان لا تقل عن رغبة السكران في التعاطي
فيكون الخوف كل الخوف من مشاهد لهذه الخليعة وهو تحت تأثيرين شهوته وتعاطيه الخمور فكيف تكون النتيجة, إنه قد يحدث من هذا الإنسان ما لا يمكن تصوره ولا يحمد عقباه
ألم يؤدي الفسق بصاحبه إلى الوقوع على ابنته كما شاهد في أفلام الخليعة وتزداد هذه الوقائع عندما يكون تحت تأثير ثوران شهوته وخمار الخمر دون أن يفكر في هذه الضحية التي غالباً ما تكون في مراهقة لا تعرف مصلحتها وتجد أن الذي فتك بها أبوها وما يترتب على ذلك للبنت من عقد نفسية وكراهة للرجال أو استجابة وإعجاب لما يحدث وتصبح هي عاهرة لنشر الزنا والفساد انتقاماً من الرجال أو محبة فيهم
من هو المسلم الذي يرضى لنفسه أن يكون في هذا الانحطاط والسفول والشريعة قد بينت أن الكلمة قد تهوي بصاحبها في النار فكيف يؤدي هذا الفعل بصاحبه
[9] ابن ماجة 4245 , وصحح إسناده البصيري في الزوائد , الطبراني في الأوسط 4632 , صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 4245