إن من أعظم المخاطر أن المرء
عندما يسمح لنفسه بأن يعجب براقصة أو مفسدة بغنائها وتمثيلها أو بالنساء التي لها أخدان يعني صاحب, قد يتعدى إعجابه بها إلى أن يتمناها لنفسه وهو يعلم أنها من أحلام اليقظة التي لا تتحقق ويقدم هذا الوهم على زوجته التي حللها الله له الشريفة العفيفة التي تجود بنفسها له, لكن مثل هذا المعجب غالباً ما يحمله على ذلك جهله بشريعة رب العالمين
فإن المسلم كله خير ولو وقع في معاصي إلا أن لديه عزة الإسلام, تجده إن وقع بصره على غير مسلمة مهما كان فيها من جمال فإنه يشمئز منها لأنها تشرك بالله كافرة على غير دينه ودينه يردعه من مشاهدة أي عاهرة فاجرة في فحش علاوة على أنها غير مسلمة على دين لا يجوز له أن يتزوج منه فهل يعقل أن يتمناها لنفسه
وهل يمكن لمسلم عاقل أن يعجب بامرأة تمثل الخليعة التي هي غاية الانحطاط في المجاهرة بالزنا أو ينبهر بها وهي بهذه الحالة مسافحة حرمت الشريعة الزواج من أمثالها
إن مشاهد الخليعة ينبغي عليه أن يعلم أنه في مشاهدته يُكَثِّر سواد نساء أهل الفجور ويزيد الرغبة فيهن بدلاً من أن يقدم في نفسه الحرص على تزويج المسلمات العفيفات على غيرهن فهن أولى حتى يعفهن بالزواج المبكر فلا تحدث فيهن العنوسة التي قد يتبعها انحراف كما كان يفعل سلفنا الصالح فعن جابر بن عبد الله ’’ أنه سئل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال تزوجناهن زمن الفتح ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيراً فلما رجعنا طلقناهن‘‘وعن الحسن ’’ أنه سئل أيتزوج الرجل المرأة من أهل الكتاب؟ فقال ما له ولأهل الكتاب وقد أكثر الله تعالى المسلمات فإن كان لا بد فاعلاً فليعمد إليها إحصاناً غير مسافحة، قال الرجل وما المسافحة؟ قال هي التي إذا لَمَّحَ الرجل إليها بعينه اتبعته‘‘