مخاطر تساوي المرأة في زناها بمن هي أخس منها بالمشركة
تقبيح لأمر الزاني أشد تقبيح ببيان أنه بعد أن رضي بالزنا لا يليق به أن ينكح العفيفة المؤمنة وإنما يليق به أن ينكح زانية هي في طبقته أو مشركة هي أسوأ منه حالاً وأقبح أفعالاً
والزانية بعد أن رضيت بالزنا فولغ فيها كلب شهوة الزاني, لا يليق أن ينكحها من حيث أنها كذلك, إلا من هو مثلها وهو الزاني أو من هو أسوأ حالاً منها وهو المشرك، وأما المسلم العفيف فأسد غيرته يأبـى ورود جفرتها ( [19])
مما بينته الشريعة يتضح أن الفاسق الخبيث الذي من شأنه الزنا والتقحب لا يرغب غالباً في نكاح الصوالح من النساء اللاتي على خلاف صفته وإنما يرغب في فاسقة خبيثة من شكله أو في مشركة
والفاسقة الخبيثة المسافحة كذلك لا يرغب في نكاحها الصلحاء من الرجال وينفرون عنها وإنما يرغب فيها من هو من شكلها من الفسقة والمشركين
الزاني لا يطأ في وقت زناه إلا زانية من المسلمين أو أخس منها وهي المشركة والزانية لا يطأها حين زناها إلا زان من المسلمين أو أخس منه وهو المشرك وحرم الله تعالى الزنا على المؤمنين.
إن في معرفة المسلم بهذه المخاطر وتبصره بأضرارها, تجعله يحذرها ويتفطن لغيرها, فيصون نفسه وعرضه ويحفظ شرفه, ويكون قد أتى بطاعة ربه التي هي سبب فلاحه في الدنيا والآخرة
[19] الألوسي عند تفسير الآية