الإيمان بأشراط الساعة
طلوع الشمس من مغربها
قال الله تعالى: {هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ
رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ
آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ
مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا
إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}
قال الحافظ ابن كثير في "النهاية": "قال
البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد
الواحد، حدثنا عمارة، حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبو هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها؛ فإذا رآها الناس؛ آمن من عليها؛
فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) . وقد
أخرجه بقية الجماعة إلا الترمذي..."انتهى.
وقال السفاريني: "قال العلماء رحمهم الله تعالى:
طلوع الشمس من مغربها ثابت بالسنة الصحيحة والأخبار الصريحة، بل
وبالكتاب المنزل على النبي المرسل.
قال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} الآية؛ أجمع المفسرون- أو جمهورهم- على أنها طلوع الشمس من مغربها، وحاصل ذلك والمقصود من الآية الكريمة: أن من لم يكن إيمانه متحققا إذا طلعت الشمس من مغربها؛ لم ينفعه تجديد الإيمان، ولم ينفعه فعل بر من جميع الأعمال؛ لأنه فقد الإيمان الذي هو الأساس لما عداه من تلك الأعمال؛ فلا ينفعه إيمانه الحادث حينئذ، ولا ما صدر منه قبل ذلك من الإحسان وعمل البر من صلة الأرحام وإعتاق الرقاب وقرى الأضياف وغير ذلك مما هو مكارم الأخلاق؛ لأنها على غير أساس؛ قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} ، والإيمان الحادث في ذلك الوقت ليس مقبولا