عقوبة قطع الرحم في الآخرة
ب ) عقوبة قاطع الرحم في الآخرة :-
1 - الرحم على طرف الصراط تنتظره
لما تنتظر الرحم قاطع الرحم على طرف الصراط ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } يجمع الله الناس يوم القيامة .................(الحديث الخاص بعبور الصراط وفيه) ويرسل معه الأمانة والرحم فيقفان بالصراط يمينه وشماله[75] فيمر أو لكم كمر البرق}[76]
فقاطع الرحم كيف يمر أصلاً على الصراط والرسول صلى الله عليه وسلم قال :
} يجئ الرحم يوم القيامة له حجنة كحجنة المغزل فيتكلم بلسان طلق ذلق فيصل من وصلها ويقطع من قطعها}[77]
المغزل آلة الغزل كحجنة المغزل أي صنارته وهي المعوجة في رأسه أومثل صنارة صيد السمك
الرحم تنتظره على الصراط وتشهد له بالصلة أو تشهد عليه بالقطيعة فلها لسان طلق زلق وتشير إلى الواصل بالوصول وإلى القاطع بالقطع وتدعو له اللهم أدخله الجنة للواصل أو تدعو عليه اللهم أدخله النار للقاطع ولها صنارة معوجة لتخطفه
عن عبد الله بن عمرو قال :
}عطف لنا النبي صلى الله عليه وسلم إصبعه فقال : الرحم شجنة من الرحمن من يَصلها يصله ، ومن يَقطعها يقطعه ، لها لسان طلق ذلق يوم القيامة{[78]
2 - صلة الرحم تشهد عليه يوم القيامة
بما تشهد الرحم يوم القيامة ؟
عن ابن عباس ، أنه قال :
} احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم ، فإنه لا بعد بالرحم إذا قربت ، وإن كانت بعيدة ، ولا قرب بها إذا بعدت ، وإن كانت قريبة ، وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة ، إن كان وصلها ، وعليه بقيطعة ، إن كان قطعها {[79]
3 - ينتظره ثعبان ليطوقه يوم القيامة لبخله على أقربائه
لماذا يحذر من البخل مع الأقرب ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلاً أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له يوم القيامة من جهنم حية يقال لها :شجاع يتلحظ
فيطوق به {[80]
4- يمنعه الله فضله يوم القيامة
هل هناك عقوبة إذا امتنع الإنسان من أعطاء أقربائه من أمواله المدخرة الزائدة عن حاجته ؟
{أيما رجل أتاه ابن عمه يسأله من فضله , فمنعه , منعه الله فضله يوم القيامة } [81]
5 - قطيعة الرحم من العناصر التي تحرم القاطع من دخول الجنة
هل أحاديث منع قاطع الرحم من دخول الجنة صريحة ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
}لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم { [82]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر} [83]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
} أن هذه الرحم شجنة من الرحمن عزوجل , فمن قطعها حرم الله عليه الجنة [84] } [85]
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ إن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم} [86]
فقاطع الرحم لا يدخل الجنة ولا تشمله الرحمة ، لقد قطع ما أمر الله بوصله ، فقطعه الله في الدنيا والآخرة
[75] قال ابن حجر في الفتح 11 / 416 وفي حديث حذيفة "وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً" أي يقفان في ناحيتي الصراط ، والمعنى أن الأمانة والرحم لعظم شأنهما وفخامة ما يلزم العباد من رعاية حقهما يوقفان هناك للأمين والخائن والموصل والقاطع فيحاجان عن المحق ويشهدان على المبطل . قال الطيبي : ويمكن أن يكون المراد بالأمانة ما في قوله تعالى : "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض" الآية ، وصلة الرحم ما في قوله تعالى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام" فيدخل في معنى التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله ، فكأنهما اكتنفتا جنبتي الإسلام الذي هو الصراط المستقيم وفطرتى الإيمان والدين . وقال القرطبي في تفسير سورة الفجر عند الآية 14في قوله تعالى:
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } أي يرصد عمل كل إنسان حتى يجازيه به، والمرصاد:الطريق. روى الضحاك عن ابن عباس قال: إن على جهنم سبع قناطر، يسأل الإنسان عند أول قنطرة عن الإيمان، فإن جاء به تاماً جاز إلى القنطرة الثانية، ثم يسأل عن الصلاة، فإن جاء بها جاز إلى الثالثة، ثم يسأل عن الزكاة، فإن جاء بها جاز إلى الرابعة. ثم يسأل عن صيام شهر رمضان، فإن جاء به جاز إلى الخامسة. ثم يسأل عن الحج والعمرة، فإن جاء بهما جاز إلى السادسة. ثم يسأل عن صلة الرحم، فإن جاء بها جاز للناس منه، ويقتص له من الناس، فذلك قوله عز وجل إن ربك لبالمرصاد . وقال الثوري: لبالمرصاد يعني جهنم عليها ثلاث قناطر: قنطرة فيها الرحم، وقنطرة يسمع ويرى قال القرطبي: هذا قول حسن وكتاب القيامة 3/219
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{إن الرحم شجنة من الرحم ، تجيء يوم القيامة لها أجنحة تحت العرش تكلم بلسان طلق ذلق ، تقول : اللهم صل من وصلني ، واقطع من قطعني {
مصنف عبدالرزاق رقم الحديث :20230
[76] مسلم 195 , الحاكم 4 /589 وصححه ووافقه الذهبي
[77] المسند 2 / 189 ، 209 وصححه أحمد شاكر 6774 , الحاكم 4 / 162 وصححه ووافقه الذهبي
[78] البخاري في الأدب المفرد الحديث 54 , صححه الألباني في الأدب المفرد 39 , 54
وقال صلى الله عليه وسلم :
{تجيء يوم القيامة تكلم بلسان طليق ذليق فمن أشارت إليه بوصل وصله الله ، ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله} الحاكم وصححه 2/330 , كنز العمال 6947
[79] البخاري في الأدب المفرد الحديث 73 صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد
[80] الطبراني في الكبير 2343 , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 883
[81] الأوسط والصغير 1/37 , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 884
[82] البخاري 5984
[83] الحاكم 4/146 وصححه , صححه الألباني لغيره في الصحيحة 2539
[84] لا ينظر الله إليه يوم القيامة
هل يعرض الله عن قاطع الرحم فلا ينظر له نظرة رحمه و لطف ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
{اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة: قاطع الرحم، وجار السوء {
في كنز العمال 6975 عزاه للفريابي عن أنس.
[85] الهيثمي 8/150 قال رجال أحمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق و هو ثقة , صححه الألباني في الصحيحة 2532
[86] الطبراني في الأوسط , صححه الألباني في الترغيب 2516