المحسن يحذر من تخويف الشيطان للإنسان من الفقر إذا وصل رحمه
وعليه أن ينفق على أقربائه فهم قوته
هل للشيطان دور في القطيعة ؟
من الأسباب التي تؤدي للقطيعة تخويف الشيطان للإنسان من الفقر
قال تعالى :
{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)} النساء
فوعده وتمنيته ما يوقع في قلب الإنسان من طول العمر ونيل الدنيا ، وقد يكون بالتخويف بالفقر فيمنعه من الإنفاق وصلة الرحم كما قال الله تعالى في آية أخرى :
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ (268) } البقرة
ويمنيهم بأن لا بعث ولا جنة ولا نار وما يعدهم الشيطان إلا غروراً أي باطلاً [97]
بعض أصحاب قسوة القلب المنبهرين بالغرب ممن يريدون أن يكونوا على هواهم مبتعدين عن حكم العشائر والقبائل والمجتمعات والعائلات والأسر يقول لم نأخذ من القرابة إلا الفقر والجهل والتخلف نقول له أنت بكلامك هذا توقع نفسك في استحقاق عذاب النار إن لم ترجع إلى الله
أقارب المرء هم قوته
هل هناك من الكلمات و المعاني ما يرق به قلب المرء فيعينه على ترك القطيعة وترك معاملة التكافؤ ؟[98]
ما المرء ولا المروءة إلا رحم موصولة ، وحسنات مبذولة ، وهفوات محتملة ، وأعذار مقبولة
بصلة الرحم تقوى المودة وتزيد المحبة وتشتد عرى القرابة وتضمحل البغضاء ويحن ذو الرحم إلى أهله
إذا كتب الله لعبده التوفيق فكان ألفا مألوفا محبا لأهله ، رفيقا بأقربائه ، حفياً بعشيرته ، انتصر بالألفة على أعاديه ، وامتنع بالإحسان من حاسديه ، فسلمت له نعمته ، وصفت له معيشته فيجتمع عليه الشمل ، ويمتنع عنه الذل ، وخير الناس أنفعهم للناس
أن تعاطف ذوي الأرحام وتواد أهل القربى يبعث على التناصر والألفة ويجنب التخاذل والفرقة
فالنفس الرحيمة الواصلة ، الكريمة الباذلة ، يورث الله لها ذكرا حسنا في الحياة وبعد الممات ، الألسن تلهج بالثناء والأيدي تمتد بالدعاء , تعيش بين الناس بذكرها وذكراها أمداً طويلاً , يبارك لها في الحياة فتكون حافلة بجليل الأعمال وجميل الفعال وعظيم المنجزات وكثرة الآثار , من وصل أقاربه أحبه الله وأحبه الناس ووضع له الذكر والقبول
وأصدق من ذلك وأعظم مداومة الصلة ولو قطعوا ، والمبادرة بالمغفرة إذا أخطئوا ، والإحسان إليهم ولو أساءوا , فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها
[97] البغوي عند تفسير الآية 120 سورة النساء
[98] هل الأقارب دعم للمرء لذا ينبغي أن يحسن إليهم ؟
قال علي رضي الله عنه:
} عشيرتك هم جناحك الذي بهم تحلق، وأصلك الذي به تتعلق، ويدك التي بها تصول ، ولسانك الذي به تقول، هم العدة عند الشدة ، أكرم كريمهم ، وعُد سقيمهم ، ويسر على معسرهم ، ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك{
كنز العمال 44215 من خطب علي ومواعظه